أنا المرآةُ، وأنا الصورةُ البهية
أنا من أرى الكونَ تحتَ قدميّ منسية
أنا النجمُ في سماءٍ لا تغيب
وأنا القمرُ الذي يخشى من الضحية
أنا البدايةُ وأنا النهايةُ في الحياة
أنا المركزُ، والكلُّ حولي ذرّات
أرى في ذاتي مجدًا لا يزول
وأنسى أن الكونَ ليس بالذاتِ ثبات
يهمسُ من حولي: "تواضع"، فأبتسم
كأن صوتَهم يضيع في فراغٍ مرتسم
لماذا أحتاجُ إلى ظلالِ البسطاء؟
وأنا العرشُ، وأنا التاجُ، وأنا الحُلُم
لكن أحيانًا، في صمت الليلِ المديد
أشعرُ بفراغٍ يتسللُ كالنشيد
أسأل نفسي: هل هذا المجدُ حقيقي؟
أم أنني أصارعُ الوهمَ في عقيد؟
هل يراني الناسُ نجمًا في السماء؟
أم مجرد صورةٍ تخشى الانطفاء؟
يا نفسي، أخبريني: أين الحقيقة؟
أهو حبُّ الذاتِ أم خوفُ الفناء؟
فالنرجسيةُ نارٌ تأكلُ صاحبها
وإن بدت في ظاهرها وهجًا يُضيء دربها
فيا أنا، كوني ضوءًا يحتضنُ الكون
ولا تصبحي وهماً يسكنُه الغرورُ ويغلبهُ العدم .
في داخل العقل صراعٌ مستمرُ
بين الجوانب التي تتصارعُ وتمرُّ
يبحث القلب عن سكينةٍ وهدوء
لكن الفكر يظل في مسارٍ مشؤومٍ يطغى ويمورُ
هل هو الصواب أم هي الخديعة؟
هل هو النور أم الظلمات التي تغشى البصر؟
كل فكرةٍ تأخذ شكل العاصفة
ترمي بالعقل في دوامةٍ لم تزل تكثرُ
أحياناً يقودني الشك إلى هاويةٍ
وأحياناً يسرح بي الأمل إلى قمةٍ مشرفةٍ
لكن ما بينهما من صراعٍ مرير
يجعل من أيامنا غريبةً، عابرةً، مشتتةً
الأفكار تتقلب مثل الرياح العاتية
تارة هادئة، تارة أخرى سريعة، فوضوية
وفي كل مرةٍ أطلب من العقل الراحة
لكن لا ينقضي هذا النزاع، ولا يغادر الذهن الضبابية
تدور الأسئلة في الفضاء اللامحدود
هل كان ما فعلتُ صواباً؟ هل سألتزم بالصواب؟
أم أنني أضيع في متاهات القلق؟
هل أركض خلف سرابٍ لا نهاية له؟
لكن العقل لا يهدأ، والعقل لا يسكت
يتساءل، يشك، يتنقل بين الاحتمالات
بينما النفس بحاجةٍ للسكينة والهدوء
لكن الاضطراب لا يفارق، والمعركة تتجدد في كل لحظةٍ
وفي النهاية، ربما لا يكون الحل واضحاً
وقد تبقى الأسئلة مفتوحةً بلا إجابةٍ كاملة
لكننا في هذا الصراع نجد أنفسنا
نعيش بين الأمل واليأس، بين الهداية والضلال،
نتعلم في كل لحظةٍ أن الصراع هو من يصقل الفكر،
وينحت بداخلنا القوة، رغم الظلال
في أعماقِ روحي تسكنُ الشياطينُ
تتسللُ بخطواتٍ خفيةٍ، وتهمسُ في أذني بأحلامٍ زائفةٍ
تسحبني نحو المدى المظلم، حيث لا يضيءُ سوى خيالها،
وتغرقني في دوامةٍ من الهمساتِ، التي تظنُّني ضائعًا فيها.
في لحظاتٍ من الضعفِ، ترفعُ رؤوسَها بينَ ظلالي،
وتستفزُّ قلبي بسلسلةٍ من الأوهامِ،
تجعلُ كلَّ شيءٍ مظلماً حتى عينيّ، وكأنني أبحثُ عن شيءٍ لا وجودَ له.
ثم تبتسمُ، وكأنها قد فازت،
لكنني أقاومُها في صمتٍ، وقلبي مليءٌ بالإصرارِ على النجاة.
فلا سبيلَ للشيطانِ في دمي، ولا مكانَ له بينَ آمالي،
وأظلُّ أقاتلُه بنورِ إيماني، مهما طالَ الظلامُ.
قد تظنُّ أنَّني ضعيفٌ، تسكنُني الهمساتُ،
ولكنَّني في صمتي أُدركُ أنَّ النورَ أقوى من كلِّ الظلالِ.
Ignore User
Both you and this user will be prevented from:
Messaging each other
Commenting on each other's stories
Dedicating stories to each other
Following and tagging each other
Note: You will still be able to view each other's stories.