لفلسطين بذاتها، باسمها المطلق المستعصي على التقسيم والتفتيت، هذا
الملحق الذي تتشرف «السفير» بأن تصدرة في جهد متواضع لحفظ ما
تتوالى المحاولات لتبديده بالانحراف أو تحريفه بالتزوير أو طمسه بالنسيان.
لأن زماننا يبدأ بفلسطين، ويمتد مع فلسطين من الماضي الى المستقبل
الذي سوف تشكله فلسطين بموقعها فينا وموقعنا منها.
فالعروبة فلسطين. الوطنية فلسطين. الدين فلسطين. القضية فلسطين،
والأمة فلسطين.
تكون فلسطين فنكون بها.
تحضر فلسطين فيحضر التاريخ جميعاً.
تغيب فلسطين أو تغيب فنغيب عن المستقبل جميعاً.
من أدنى الأرض الى أقصى الأرض العربية، لا حرية بلا فلسطين، لا تقدم بلا
فلسطين. لا استقلال بلا فلسطين. لا وحدة بلا فلسطين، لا عروبة بلا فلسطين
ولا عرب.
النصر بفلسطين. الهزيمة باغتيال فلسطين تشويها وتقزيماً وتفتيتاً.
من قبل سايكس ـ بيكو: الهدف فلسطين!
من قبل وعد بلفور: الهدف فلسطين!
من قبل المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في بال: الهدف فلسطين!
فلسطين الشعب، كل الشعب، فلسطين الأرض كل الأرض.
فلسطين ما قبل ١٩٤٨ والنكبة. فلسطين ما بعد 1967 والهزيمة. فلسطين
ما بعد النصر الموءود في ١٩٧٣. فلسطين ما قبل الحرب الأهلية في الأردن وما
بعد الحرب الأهلية في لبنان.
""
حسناً، إنني مُنذ فجر ٧ أكتوبر عندما عّلمتُ ماذا فعل أولئك الأبطال المغاوير في غزة فلسطين
وأنَا صديق التلفازِ، أُراقبهُ كَما تُراقب الأم طِفلها.
أذناي بحجمِ أذنيّ الفيل مُنصته بكل حذرٍ وشغفً وأمل لتأتي تلكَ الكلمة التي طال أنتظارها وأشتقنا لسماعها مُنذ زمن الطفولة.
تم #تحرير_الأقصى
لم يكتمل فرحي وعيني لم يُفارقها الدمع مُنذ يوم الأحد المشؤومِ كيف حدث مع غزة وشوهوا مِلامحها وأفسدوا طُمأنينيتها
أرهقني التفكير بَهم شعري خار تضامناً معهم.
لم تبقى هُناك شهية للأكل
أولئك الأطفال والنِساء والرجال الأمواتِ لا يرحلون مِن مُخيلتي
والباقون كيف حالهم؟
لا يفعلون شيء سوى أنتظار متى يأتي دورهِم ليُعلن أنهُم صاروا شهداء إمَا بهدمِ البيت على رُؤوسهم أو بشظية طائشة تأتي لتخترقُ قلوبِهم.
ماذا سيُهدأ نبضاتِ قلوبِهم وكيف يعود تنفسهم طبيعي.
صوت القذائف والطائرات والصراخ والضجيج كيف سيرحل عن أذانِهم وكيف ستنمحي مشاهد الدماء والدمار من أعُينهم ومخيلاتهم.
لن ينسى أحدٌ منهم كيف قام العرب بخذلانّهم وهم في أشدّ الحاجة إليّهم.
ماذا يٌنفعهم هُراءهم من وراء تلك الشاشات.
كـ الكلابِ خلف القُضبانِ.
قضية فلسطين هي عقيدة الجميع
لم أكره اللون الأحمر كما أصبحت أكرهه في هذع الأيام.
أهربُ من العواجل الحمراء تلك الظاهره المسننة التي تطعنني بكلماتها السامة.
أنني تائه من عجزي وهلعي
هذه قضية الشرفاء والرجالِ
قلبي يَذبلُ كل يوم
عزائي على عُروبتنا
ولعنة الله عِليهم
فقط آمل أن لا نكون يهوداً أكثر من اليهود أنفسهم.