أخجل من نفسي .
سيكتب علي التاريخ أنني عاصرت أبشع المجازر ، أنا الذي كنت أعاتب قوما صمتوا عن الظلم و ها أنا الآن بلا صوت ، أنا الذي يري موت الأطفال و ينام ، أنا الذي خنت الإنسان من أجل نفسي ، أنا الكائن المعاصر
أخجل من نفسي .
سيكتب علي التاريخ أنني عاصرت أبشع المجازر ، أنا الذي كنت أعاتب قوما صمتوا عن الظلم و ها أنا الآن بلا صوت ، أنا الذي يري موت الأطفال و ينام ، أنا الذي خنت الإنسان من أجل نفسي ، أنا الكائن المعاصر
لطالما كانت الحرية أعقد مبادئ فهما بالنسبة لي فالحرية شيء شاسع و كبير لا يتسع في مخيلتي الضيقة. مهما كنت شجاعا و ناجحا يبقى هنالك ذلك الفراغ الذي لن تشعر به إلا عندما تنتقل من ذلك الكائن الحي إلى ذلك الإنسان المفكر ، بحيث يصعب عليك قول أبسط الجمل و أحلاها على اللسان والقلب <<أنا حر(ة)>>.
قريبا....
اليوم عيد ميلاد الحياة، و أنا لا أجرأ على الإحتفال به فهي كانت و رغم كل الأفراح قاصية و ظالمة ، عشت سنوات قليلة فيها و لكنها كلما كبرت قصت ، تمادت و إفترت. هي الآن تنظر و إبتسامة ساخرة على شفتيها ، إلى الفقير الذي يفرغ جيوبه في كعكة صغيرة و إلى دم المجاهد و إلى دموع الأطفال و إلى معرفتي أنها سوف تظل قاسية وأن الشموع التي ستطفأ لن تطفأ الأحزان و الهموم فغدا ستعود الحياة كما كانت . إنه عام جديد أليس كذلك؟