لَم أبدأِ الكِتابةَ ككاتبةٍ،
بَل كأنثى تحاولُ أن تُلَمْلِمَ شَتاتَها بينَ سُطورٍ لا يُجيدُ أحدٌ قراءتَها سواها.
كُنتُ أهربُ إلى الورقِ حين تُصبِحُ الحياةُ أعلى من طاقتي،
وأفرُّ نحو الحروفِ حينَ يعجِزُ صوتي عن قولِ أيّ شيء.
أولُ كلمةٍ كَتبتُها لم تكُن حُلماً ولا إبداعاً...
كانت أزمةَ هوية بينَ "مَن أكون؟" و"لماذا أنا هنا؟".
واليوم، حين نَشرتُ أولَ فَصلٍ لي،
لَم أكُن أشعُرُ بالفَخرِ فقط،
بل بالخَوف، بالعُريّ، وكأنِّي أُسلِّمُ قلبي للعالَم دونَ قُفّاز.
فهذا ليسَ نصًّا عاديًّا، إنّه مِرآةٌ صادقةٌ لأجزائي التي لا يُراها أحد،
أجزائي التي تُخفيها الإبتسامات، وتُخدِّرها الضحكات، وتَنبُضُ فقط حين أكتُب.
كلُّ شخصيّةٍ خَرجَت من قلمي لم تكنْ اختراعًا عبثيًّا،
بل شظايا صغيرة منّي، قد تكون أنا لو وُلِدتُ في زمنٍ آخر، في جلدٍ آخر.
كُلُّ حوارٍ تَلَعثمَتُ فيه كتبتُه،
وكلُّ موتٍ وصفتُه، بكَيتُهُ أوّلًا وحدي، قبلَ أن أعرضَهُ عليكمَ.
لكن وبالرغمِ من كلّ هذا العمق والتفلسف،
أُقِرُّ لكم وبكلِّ صراحة:
أنا فقط أُحاول أن أروي ما لم أُفلِح في قولهِ وجهًا لوجه،
أبني عالمًا يُشبهُ قلبي أكثر ممّا يُشبهُ يومي.