"ثم تتَّضح لك الصورة أخيرًا وترى أن كل الذين نظرت لهم بعين الدهشة يومًا ما، كنت أنت من جمَّلهم في داخلك فقط، وأنهم مملوئين بالزيف، نظرتك الحسنة تجاههم هي من أسعفتهم من السقوط منذ زمن من أعماقك."
"يعزّ على المرء أن يُترك في وسط الطَّريق وأن يسأل لماذا أُفلتت يده، كما تعزّ عليه أيضًا فكرة أنه كان يستحق أن يُحارب من أجله وأن يُرى بالمثل، أن يُقدَّر وأن تبدو الأيام من دونه رماديَّة، خانقة، كما الدّخان."
وأردتك يا صديقي أن تبقى أبدًا، وقلت بأنك باق، ما بقي البحر، وما بقيت المراكب في شردوها، وما بقي الموج،الذي يذهب ويجيء دون وجهة، وقلبي لم يكن يؤمن. وقلت سأصحو يومًا وقد غادر ظله، وقلت سأصحو يومًا آخرًا وقد غادر بعضه، وسأصحو يومًا جديدًا وصديقي كله ليس موجودًا.
"لكنّنا كنّا أصدقاء.. والأصدقاء لا يجدون الكثير من الصعوبة في صناعة الأحاديث والحكايات.. والطرائف.. لذا نحن لم نعد صديقين جيدين.. ولا حتى صديقين فقط.. منذ اللحظة التي فقدنا فيها القدرة على صناعة الحديث.. منذ اللحظة التي صارت أحاديثنا إجابات على مقاس الأسئلة فقط."