Alexander575
ألا هِيَ نَفْثَاتُ مُهْجَةٍ مُتَفَلْعِلٍ *** تَفَرْفَرُ فِي لُجِّ السُّرُوبِ الزَّلَازِلِ
ويا طَيرَ رَحْلٍ فَوْقَ نَقْعٍ مُذَيَّلٍ *** نَشَدْتُكَ خَبَّاتِ الدُّجَى والمَحَاجِلِ
أغِرُّ على حُبٍّ تَتَسَمَّرُ مُقْلَتِي *** بِهِ كالسِّهامِ السُّودِ بَيْنَ المَقَاتِلِ
وما إن رَأَتْنِي ذاتُ المَحْفِلِ *** تَصَدَّتْ لِبُرهانٍ عَسِيرِ المَنازِلِ
تُقَلِّبُ أسْمَاطَ الحِسَابِ كأنَّها *** تَسُوحُ بفَجِّ الغَيْبِ تَحْتَ السَّحَافِلِ
تُسَاخِلُ بالأضلاعِ، تَرْفُلُ في العُلى *** وتَنْحَتُ في جِرْمِ الدُّجى كَالنَّواحِلِ
فَيا حُزْنَ قلبي حينَ تُولَعُ دُونَنِي *** وتُسْلِمُني لِلْوَجْدِ في كَفِّ هَازِلِ
ويا لَيْتَهَا لَوْ أنصَفَتْ مُتَشَوِّقًا *** يُجَاثِرُهَا شَوْقًا بِهِ أَلَمُ الحَواوِلِ
أأُدفَعُ عن بابِ الهَوى؟ كِلْتُ إنَّما *** عُرَانِي هَوًى جارٍ بِوَجْدٍ مُقاتِلِ
وكَمْ سَاءَلَتْنِي، وهيَ في غَمراتِها، *** مَسَائِلَ تَسْتَلْبِي نُفُوسَ الجَلَاجِلِ
إذا لاحَ لَها جِذْرٌ تَمحْوِرُ سِرَّهُ *** تَبَسَّمَ وَجْهٌ كالشَّبابِ القَبَائِلِ
وإن عَرَضَتْ صُغْرَى المَعادِلِ هَلَّلَتْ *** كَمَا يَهْتَزُّ نَبْعٌ فِي خُضَارِ الجَنَادِلِ
فقلتُ لَها: هَلَّا تَفُرِّينَ نَظْرَةً *** لِمَنْ قَدْ سَلَا؟ أمْ أنَّنِي غيرُ مَاحِلِ؟
فقالت: هَوَايَ النَّسْقُ، لا يَسْتَميلُنِي *** رُجُوعُ الغَوَادِي وافتِتَاحُ الفَوَاصِلِ
فَبِتُّ أُجَاذِبُهَا، وقلبي مُثَقَّلٌ *** بِمَا يَصْطَخِبُّ النَّأْيُ فِيهِ منَ الوَبْلِ العَامِلِ
وأَحْمِلُ مِنْهَا لَوْعَةً مُتَصَدِّعًا *** كَأَنِّي بَقايا بَازِلٍ بَيْنَ حَامِلِ
عَسَى طَيْفُهَا، في لَيْلَةٍ مُتَهَدِّجٍ *** يُطِلُّ عَلَيَّ مِنَ السَّمَارِ المَخَاتِلِ
فَتَلْقَانِيَ الجَذْرُ الَّذي كانَ يُؤْرِقُهَا *** وأَصْبَحُ مَجْهولًا لَهَا غَيْرَ بَاذِلِ
قتيلُ الهوى.... حيّ بذكرِِ عيونها