_saviir_
تسريب صغير من الفصل السابع، تفاعلوا من أجل ينزل على السريع
كان واقفًا هناك، كتمثالٍ نحِت من الصخر، ساكن الملامح، صامتًا إلى حدٍّ يُخيف.
قطرات الماء انزلقت على جسده العلويّ العاري، تسير ببطءٍ فوق الحبر الأسود الذي غطّى جلده، تنزلق بين خطوطٍ وأشكالٍ غريبة كأنها أسرار منقوشة على جلده لا يحقّ لأحدٍ قراءتها، و تغسلهُ من تلك الدماءِ التي تلامسُ سطحَ الأرضِ الرمادية.
عضلاته مشدودة، كأنّها على أهبة الانفجار، وكلّ نفسٍ يخرج منه ببطءٍ ثقيل، كزمجرة حيوانٍ جريحٍ يرفض السقوط.
وجهه جامد، باردٌ كالجليد، لكن في عمق عينيه شيء آخر، ظلالٌ داكنة من الغضب، من الألم، من التعب الذي لم يجد له ملجأ.
وقف شامخًا رغم شحوب وجهه وارتعاشةٍ خفيفةٍ في يده اليمنى، يخبّئها خلف جسده كمن لا يريد أن يُظهر ضعفه.