يقال بأن الكاتب يميل دومًا إلى تعديل كتاباته، يقول لو أني كتبت كذا مكان كذا، ولو أنني قدمت هذه على تلك لكان أفضل، حتى إذا ظَن بأنه أجاد ووصل إلى الكمال عاد فوجد من الثغور ما يجعله ينكر ما نال رضاه فيما سبق، وما هذا إلا دليل على نقص النفس البشرية، على تطورها يومًا بعد يوم، على ارتقاء ذوقها ساعة بعد ساعة، وما أجمل اللحظة التي يحمل فيها الرسام المشهور لوحته الأولى، اللحظة التي تختلط مشاعره فيها وتتباين بين حرج وتعجب لما احتوته من أخطاء بات يراها واضحة كالشمس، وبين فرح وامتنان لارتقائه في سلم الفن الذي جعله يميزها ويستقبحها.
ولذا تركتُ كتبي على ما هي عليه، ورقمتها حسب الأقدمية، لعلها تقف شاهدًا على تلك البدايات الضعيفة، وليعلم القارئ أول النفق من آخره، وربما غيرتُ رأيي لاحقًا.
*
«المُوَسوِسُ لا يعاني من ذاكرة ضعيفة، بل من ثقة ضعيفة بذاكرته»
*
«أحسِنْ وإنْ لَم تُجزَ حتى بِالثَّنـا
أيَّ الجزاء الغيثُ يَبغِي إنْ همى؟
مَنْ ذا يُكـــافئُ زهـرةً فـــواحـةً؟
أو مَن يُثيــبُ البُلبـــل المُتــرَنما؟»
- JoinedFebruary 7, 2017
Sign up to join the largest storytelling community
or