adr_136

فَاليَومَ أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَني أَسَفًا وَهَل يُفيدُ بُكائي حين أبكيهِ
          	
          	وَاحَسَرَتاهُ لِعُمِرٍ ضَاعَ أَكْثَرُهُ وَالْوَيلُ إِن كَانَ بَاقِيهِ كَمَاضِيهِ..

adr_136

فَاليَومَ أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَني أَسَفًا وَهَل يُفيدُ بُكائي حين أبكيهِ
          
          وَاحَسَرَتاهُ لِعُمِرٍ ضَاعَ أَكْثَرُهُ وَالْوَيلُ إِن كَانَ بَاقِيهِ كَمَاضِيهِ..

adr_136

فِي هٰذَا اللَّيْلِ الكالِحِ ضَجَّتِ الأَفْكَارُ فِي رَأْسِي،،
          وَتَطايَرَتِ السِّهامُ نَحْوِي مِنْ كُلِّ صَوْبٍ،
          كَأَنَّ الظُّلْمَةَ تَسْتَنْطِقُ مَخاوِفِي،
          وَكَأَنَّنِي واقِفٌ فِي قَلْبِ زَعْزَعَةٍ لَا قَرارَ لَها،،
          لَا أَدْرِي ما أَفْعَلُ الآنَ،،
          فَالرُّوحُ مُثْقَلَةٌ، وَالعَقْلُ يَخْتَنِقُ بَيْنَ صَخَبِ الهَواجِسِ،،
          وَكُلُّ ما حَوْلِي يَبْدُو هَشًّا،،
          إِلَّا أَنْفاسي الَّتِي أُحاوِلُ بِها أَنْ أَتَماسَكَ،
          وَأَحْفَظَ ما تَبَقَّى مِنْ سُكُونِي وَسْطَ هٰذَا الاضْطِرابِ.
          ✒️

adr_136

أَتَعَجَّبُ: أَأَنَا الَّذِي ضَاقَتْ بِهِ السُّبُلُ؟
          أَمِ السُّبُلُ هِيَ الَّتِي ضَاقَتْ بِي؟
          
          كُلَّمَا نَهَضْتُ مِنْ عَثْرَةٍ،
          جَاءَ العُمُرُ يَسْتَدْرِجُنِي لِأُخْرَى،
          وَكُلَّمَا أَطْفَأْتُ جَمْرَ خَيْبَةٍ،
          أَوْقَدَتِ اللَّيَالِي فِي حَشَايَ نِيرَانًا جُدُدًا،،
          
          فَكَأَنَّ لِلْوَهْنِ فِي أَضْلَاعِي بَيْتًا،
          وَلِلأَمَلِ فِيهَا نَافِذَةً ضَيِّقَةً
          تَسْتَقِلُّ بِقَلِيلٍ مِنَ الضِّيَاءِ.
          

adr_136

أَنا العَدُوُّ لِنَفْسِي، والسُّمومُ بِأَحْشَائِي
          وَبِي جِراحٌ مَا لَها مِنْ داءِ
          وَكُلُّ مَا خِفْتُ اقتَرَفتُ، كَأَنَّني
          أَمْضَيْتُ خِنْجَراً فِيَّ يَدَيَّ شَقَائِي
          مَا خُنْتُ غَيْري غَيْرَ أَنِّيّ خُذْتُني
          وَتَخَلَّيْتُ عَنِ الرُّوحِ العَلِيْلِ النَّائِي
          ذاكَ الَّذي في المِرْآةِ يَطْلُبُ رَحْمَةً
          مِنِّي، ويَسْتَوْهِبُ الفُؤادَ هُدَايِ.