"من الطبيعي أن يشعر كل عاشق، بعد أن يُشبع رغبته، بخيبة أمل عميقة لا تُنسى.
إذ يكتشف بدهشة أن ما كان يظنه غاية كبرى طالما تلهف إليها، لم يمنحه متعة تختلف عن أي إشباع جسدي آخر.
فاللذة الشخصية، في حقيقتها، لا تخدم الفرد، بل تخدم استمرار النوع فقط. والإنسان هنا ليس إلا دمية تحركها خيوط إرادة الحياة، يسعى بإخلاص وتفانٍ وراء هدف يظنه هدفه، بينما هو في الحقيقة هدف الطبيعة وحدها."
-آرثر شوبنهاور / "Le Monde comme volonté et représentation"
عندما نحب،
نشعر أن الأمر شخصي جدا:
أنني أريد هذا الشخص بعينه من بين الجميع، أنني وجدت "النصف الآخر".
لكن شوبنهاور يعتقد و يكسف لنا أن هذا مجرد وهم رومانسي،
الحقيقة أن إرادة الحياة تستعمل الفرد لاختيار الشريك الذي يضمن أفضل نسل ممكن...
لذلك الحب دائماما تجده مليء بالاضطراب والعذاب،
لأن من وراءه مصلحة النوع، لا مصلحة الفرد،
مثال:
الشخص قد ينجذب بقوة لشريك لا يناسبه عقليا أو اجتماعيا،
لكنه يملك صفات جسدية أو وراثية "تكمل" ما ينقصه...
لن تجد اي عقلانية من وراء هذا الخيار الذي يجذبنا،
لأنه ببساطة فرض من إرادة الحياة.