ahyfu646

على رصيف الأنظار يجلس رجل يهمس للعابرين 
          	حذاري أن تحبوا من أعماق قلوبكم...

Ayaka_bella

@ahyfu646  جميل وصادق❤
Reply

ahyfu646

…وكان أغرب ما اكتشفته، أنّ القلوب لا تُفتح دفعة واحدة، بل تتردّد قليلًا قبل أن تُعلن استسلامها. هناك لحظة خفيّة، لا يمكن قياسها بالثواني، تشعر فيها بأن شيئًا تغيّر: كأن بابًا صغيرًا انفتح في روحك دون أن تنتبه، بابًا لا يُغلق بعدها بسهولة.
          
          مع الوقت أدركت أنّ الاقتراب من شخصٍ ما يشبه المشي في ممرٍ ضيق داخل كهفٍ مُظلم؛ أنت لا تعرف ماذا ينتظرك في العمق، ولا إن كنت ستعود سالمًا كما دخلت، لكنك مع ذلك تتقدّم، لأن الفضول أقوى من الخوف، ولأن شيئًا في هذا الشخص يشبه المصباح الخافت الذي يهديك إلى الأمام.
          
          والعجيب أن الذين نظن أننا نفهمهم، هم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن الفهم. كل إنسانٍ يحمل داخله مدينة كاملة من الأسرار: شوارع لا يمرّ بها أحد، نوافذ مغلقة منذ سنوات، وأبواب لا تُفتح إلا لظلّ واحد لا نعرف اسمه. وكلما حاولت اكتشاف تلك المدينة، اكتشفت في نفسك مدينة أخرى لا تقل غموضًا عنها.
          
          وكم من مرةٍ ظننت أنني وصلتُ إلى آخر حدودي، إلى النقطة التي لا أستطيع بعدها أن أحتمل مزيدًا من الخيبة أو الخذلان، لكن ظهور شخصٍ واحد، بكلمةٍ واحدة، بنبرةٍ واحدة، كان كفيلًا بأن يعيد ترتيب الخراب داخلي، كأن روحي كانت تنتظر تلك اللمسة منذ زمن بعيد.
          
          لقد تعلّمت أنّ بعض الناس يدخلون حياتنا كي يختبروا هشاشتنا، وبعضهم يدخلون ليُرمّموا ما انكسر، لكن القليل جدًا… النادر جدًا… هو الذي يدخل كي يبقى. هؤلاء لا يأتون بصخب، ولا يطرقون الأبواب بعنف؛ بل يظهرون بهدوءٍ غريب، كأن الكون كلّه تواطأ كي يضعهم في طريقنا في اللحظة المناسبة تمامًا.
          
          والأغرب، أنك عندما تجد هذا الشخص، لا تحتاج إلى الكثير لتعرفه. يكفي أن تنظر إليه مرة واحدة، وتشعر أن قلبك—ذلك الجزء الذي كنت تحرسه بشدة—قد خفّف حراسته، وتراجع خطوةً للوراء، كأنه يقول: “دع الأمر لي، أنا أعرف الطريق.”
          
          
          دا جزء من روايتي الجديدة بألفها حالياً ️♥️