كل كاتبٍ هو سجين...
سجين أفكاره، وهواجسه، وظلال الحروف التي تنهشه كلما حاول الهرب.
الكتابة ليست هواية، ولا مهنة...
بل مهربٌ ناعم من مستشفىٍ للمجانين،
أهربُ إليها كل ليلة كمن يهرب من جنونه،
أُمسك بالقلم كأنّه آخر قنينة نجاة
وأُفرغ فيه جنوني كما يفرغ السكير آخر قطرة في كأسه،
لا طلبًا للنسيان، بل لأن الوعي مؤلمٌ أكثر من الثمالة.

الكتابة خيانة صامتة للعقل،
ورحمة مؤقتة من زحمة الأصوات التي لا تصمت في رأسي،
هي الشيء الوحيد الذي يجعل هذا الجنون مقبولًا... بل جميلًا.
___
كل كاتب سجين...
سجين لا تحرسه القضبان، بل تقيّده الكلمات التي لم تُكتب بعد.
سجين أفكاره التي تطارده في الصحو والمنام،
أفكار تنمو في الظلام كأعشاب سامة، لا تنحني للضوء ولا تموت.

الكتابة؟
ليست موهبة، ولا حتى طوق نجاة...
هي لعنة جميلة، أتعاطاها كمن يحقن نفسه بالهذيان طوعًا.
هي الجنون الذي أرتّبه على الورق كي لا يفضحني بصوتٍ عالٍ.

أدمنت الحروف كمن أدمن الألم،
أدمنت البوح لأن الصمت ينهشني من الداخل،
وأدمنت السرد لأني كلما توقفت عن الكتابة، بدأ كل شيء آخر ينهار.

أنا لا أكتب لأعيش،
بل لأبقى حيًّة بما يكفي كي لا أموت تمامًا.

أكتب لأنني إن لم أفعل... سأصرخ.

تسريباتت؟؟؟ = حسابي فالانستاغرام خاص بالرواية watt.yazu
قراءة ممتعة!
جميع الحقوق محفوظة
السرقة او الاقتباس ممنوع