اليوم خلعتُ أقنعتي.
لم أعد أريد أن أبدو مثالية، قوية، فاتنة، أو ذكية حدّ الغرور.
أريد أن أكون فقط… أنا.
التي تتلعثم أحيانًا، والتي تخاف من أن تُرى على حقيقتها،
التي تسخر من الحب لأنها كانت تتمنى أن يُعاش معها،
التي تلبس قناع المرأة النادرة فقط كي لا يشعر أحد بمدى هشاشتها.
كنت أظن أن قيمتي في انبهار الآخرين،
واكتشفت أنها في رحمتي بنفسي.
في أن أقول لنفسي "أنا كافية حتى حين لا يراني أحد."
اليوم بدأت أعود.
أعود لتلك الطفلة التي كانت تبكي بسرعة،
وتصدق الحب، وتحلم أن تكون أميرة ديزني…
لكنها لم تكن تحتاج سوى أن يراها أحد ويقول لها
"أنا أراك كما أنتِ. وهذا كافٍ جداً."
اليوم خلعتُ أقنعتي.
لم أعد أريد أن أبدو مثالية، قوية، فاتنة، أو ذكية حدّ الغرور.
أريد أن أكون فقط… أنا.
التي تتلعثم أحيانًا، والتي تخاف من أن تُرى على حقيقتها،
التي تسخر من الحب لأنها كانت تتمنى أن يُعاش معها،
التي تلبس قناع المرأة النادرة فقط كي لا يشعر أحد بمدى هشاشتها.
كنت أظن أن قيمتي في انبهار الآخرين،
واكتشفت أنها في رحمتي بنفسي.
في أن أقول لنفسي "أنا كافية حتى حين لا يراني أحد."
اليوم بدأت أعود.
أعود لتلك الطفلة التي كانت تبكي بسرعة،
وتصدق الحب، وتحلم أن تكون أميرة ديزني…
لكنها لم تكن تحتاج سوى أن يراها أحد ويقول لها
"أنا أراك كما أنتِ. وهذا كافٍ جداً."
ما عدتُ تلك الطفلة التي تنتظر رضا الجميع.
كبرت.
وتعلمت أن لا أحد يمنحك الحرية،
إن لم تنتزعيها من توقعاتهم.
كنتُ أخشى أن أكون مختلفة،
حتى أدركت أن التشابه موتٌ ببطء،
وأن قلبي لا ينبض إلا حين أكون كما أنا…
غريبة، صادقة، غير قابلة للترويض.
صرتُ أرقص إن ضاق صدري،
أكتب إن خانني الكلام،
وأختار الرحيل إن شعرتُ أن البقاء يُطفئني.
ألبس ما يليق بروحي،
أتزيّن بخدوش قلبي لا بمساحيق التجميل،
وأمشي كأن الأرض كلها تعرف أني عدت لنفسي بعد غياب.
في صوتي ظلّ من حزن قديم،
لكن عينيّ تلمعان،
كأن فيهما ضوء امرأة لم تعد تخاف من الظلام.
أنا الغجرية التي لا وطن لها سوى حريتها،
ولا دين لها سوى قلبها،
ولا مرآة إلا حدسها
لم أكن غجرية الملامح…
لا أملك شعرًا مموجًا، ولا بشرة سمراء تشبه غروب الصحاري،
ولا أملك عينين واسعتين تتسمان بالحدّة،
بل على العكس…
كانتا نعستان الطرف،
تشبهان السلام،
لكن بداخلهما الكثير من التمرد الصامت.
ولا أرتدي خلخالًا يتراقص مع خطواتي،
ولا أتناثر ألوانًا كما تفعل أثوابهن الراقصة.
لكنني…
كنتُ غجرية الروح.
أحملُ في داخلي شتات العالم،
وروحًا لا تعرف الانتماء إلا للحرية.
أنا التي تمشي بهدوء،
لكن خطواتها تترك خلفها أثر العاصفة.
أنا التي تُشبه السكون،
لكنها إن أحبت، تحترق.
لم تكن تشبه أحدًا…
كانت تمشي بثقة لا يسبقها صوت،
طويلة قليلًا، كأنها خُلقت لتعلو دون أن تتعالى.
في نظرتها سلام مُضلّل،
كأنك تظنها ساكنة،
لكنها، في العمق، صقيع يلفحه اللهيب.
حين تتكلم، لا تُكثر،
لكن كلماتها تُحكى مرتين…
مرة حين تقولها،
ومرة حين يتردد صداها فيك بعد أن ترحل.
ملامحها لا تصرخ بالجمال، لكنها تُطيل النظر،
روحها ليست سهلة،
تُشبه الكتب المغلقة،
تحتاج أن تُفتح على مهل،
ففي كل صفحة منها، مفاجأة…
وفي آخرها، وجع جميل لا يشبه إلا هي.
هي تلك الفتاة التي لا تنسى،
حتى لو لم تبقَ في حياتك…
تبقى فيك.