aulvtra

أكتب لأنّي منذ مدّة
          	لم أكتب عنك
          	ولا عن هذا الفقد الذي يعتليني
          	وأبغضه
          	وأنت بعيد
          	في جهةٍ لا أعرفها
          	لماذا أبكي اليوم على غيابك؟
          	لماذا أسهر
          	وأنا أترقّب نجمًا
          	أسأله عن ظلّك
          	فلا يجيب؟
          	لماذا أداري الليل
          	ودموعي تسقط
          	وأنت تداري الليل
          	لا تُبالي؟
          	جميعُنا نسهر
          	لكن الغاية
          	هي ما تقتلني
          	أخبريني يا بدر السماء يا قمرها الوحيد
          	فما عدتُ أطيق
          	كلّ ما يلمسني يشتّتني
          	حتى أسقط،
          	ولم أعد أطيق
          	– والله –
          	لم أعد
          	لا تجعلني بين الأرض والسماء
          	لا تجعلني معك
          	وأنا لست معك
          	لا تجعلني أراك
          	ولا أراك
          	لا ترسل ليلًا
          	وتختفي ليالي
          	أرجوك
          	فكلّ شيء يمرّ بي
          	يُدمّرني حدّ الوجع
          	حتى أتمنّى الموت
          	ولا أجده
          	أرجوك
          	فعتبة منزلي
          	لا أتحمّلها
          	أرجوك
          	وأنا في أقسى مراحل الرجاء
          	فمنزلي لا أطيقه
          	وكلّ رائحةٍ فيه
          	تُذكّرني
          	بكلّ ما أكره
          	وكأنّ جدار منزلنا
          	في الساعة الواحدة
          	بعد منتصف الليل
          	يتشفّى بي
          	أبكيك
          	كما اعتدت من سنين
          	في ليالي ديسمبر الباردة
          	أرثيك
          	وأنت حيٌّ تُرزق
          	تبتسم…
          	وأنا أبكي
          	أكتبك
          	لأنّي أحبّك
          	حبًّا مبالغًا فيه
          	حتى صار
          	يتعبني
          	حبًّا خالصًا
          	من المغازلة والضحك
          	حبًّا يزلزلني
          	ولا أستأمنه
          	
          	كما اعتدت 

aulvtra

أكتب لأنّي منذ مدّة
          لم أكتب عنك
          ولا عن هذا الفقد الذي يعتليني
          وأبغضه
          وأنت بعيد
          في جهةٍ لا أعرفها
          لماذا أبكي اليوم على غيابك؟
          لماذا أسهر
          وأنا أترقّب نجمًا
          أسأله عن ظلّك
          فلا يجيب؟
          لماذا أداري الليل
          ودموعي تسقط
          وأنت تداري الليل
          لا تُبالي؟
          جميعُنا نسهر
          لكن الغاية
          هي ما تقتلني
          أخبريني يا بدر السماء يا قمرها الوحيد
          فما عدتُ أطيق
          كلّ ما يلمسني يشتّتني
          حتى أسقط،
          ولم أعد أطيق
          – والله –
          لم أعد
          لا تجعلني بين الأرض والسماء
          لا تجعلني معك
          وأنا لست معك
          لا تجعلني أراك
          ولا أراك
          لا ترسل ليلًا
          وتختفي ليالي
          أرجوك
          فكلّ شيء يمرّ بي
          يُدمّرني حدّ الوجع
          حتى أتمنّى الموت
          ولا أجده
          أرجوك
          فعتبة منزلي
          لا أتحمّلها
          أرجوك
          وأنا في أقسى مراحل الرجاء
          فمنزلي لا أطيقه
          وكلّ رائحةٍ فيه
          تُذكّرني
          بكلّ ما أكره
          وكأنّ جدار منزلنا
          في الساعة الواحدة
          بعد منتصف الليل
          يتشفّى بي
          أبكيك
          كما اعتدت من سنين
          في ليالي ديسمبر الباردة
          أرثيك
          وأنت حيٌّ تُرزق
          تبتسم…
          وأنا أبكي
          أكتبك
          لأنّي أحبّك
          حبًّا مبالغًا فيه
          حتى صار
          يتعبني
          حبًّا خالصًا
          من المغازلة والضحك
          حبًّا يزلزلني
          ولا أستأمنه
          
          كما اعتدت 

aulvtra

          ولكنّي أعلم
          وآهٍ من هذا العِلم
          يفلت من يديّ كلّما احتجته
          ويستوطن عقلي حين أرجو نسيانه
          وأعلمُ أنك ستحبّها
          أو لعلّها ستُحبّك على الأقل
          فتاةٌ تقليدية
          لا تشبهني
          تنامُ عند العاشرة
          بينما أنا أُحصي عروق النهار
          التي تشقّ ليلًا قاسيًا لا أغفو فيه
          فتاةٌ ناعمة
          لم تُخدَش يداها في إعداد غداء النهار
          ولم تتّسخ بالتعب والكَدّ
          تنظرُ إليها بلهفة
          وتحنو يداك بعد عناءِ العمل
          وأنا…
          أبكي يوميًا لأنني لا أراك
          فتاةٌ تقليدية لا تشبهني أبدًا
          تتصفّح الإنترنت،
          بينما أتصفّح الكتب عند الثالثة فجرًا
          تمرّ عليها الكلمات فلا تفهمها
          وأنا أُترجم نظراتك ألف مرّة
          ومئةَ تعبير
          فتاةٌ جميلة
          بعكسي…
          قد هدّ الشقاء ما تحت عينيّ
          فتاةٌ مستقرة
          تبتسم بأمان
          وأنا ترتجف يداي إذا مرّ أحدهم
          وأفقد كلّ ما ألمس
          فتاةٌ ناعمة كما أردت
          هادئة كما حلمت
          فتاةٌ…
          ليست أنا
          أخاف عليك
          أن تُخبرها أنّك تحبّها
          فتبقى أمامها على الأرض
          لا تطير
          وأنا…
          أهرع حين يضيق بي النفس
          أنظر إلى كلمتك
          كأنّي لستُ في الأرض
          ولا في السماء
          فتاةٌ غيري 
          تشكو لها مرارة التعب
          وتضع يديها على شعرك
          كما تمنّيت
          تنظرُ لك أمام الجميع
          وأنا أختلس النظر
          لعلّي أرى…
          ولا أرى
          تضحك أمامك بهدوء
          وأنا تتلبّسني الدموع
          كلّما رأيتك
          تلك الفتاة
          ستعيش حلمي اليائس
          على عتبات منزلي الخامد
          آه…
          ليتني لستُ أنا
          فقد تعبتُ من احتمالي

aulvtra

          هناك لحظةٍ أجد نفسي عاجزة من اضافة تغير لهذا القدر
          كل ما أكرهه لا يتبدل  وكل ما أحبّه يتم تدميره بعناية
          كأنّ الخسارة هنا ليست مصادفة… بل قرار
          أحمل من الإحباط ما لا تسعه الروح
          وأتلقى من الخذلان ما يفوق قدرتي على الاحتمال
          حتى يغدو الألم كتلةً واحدة بلا حواف
          لا يمكن الالتفاف حولها ولا النجاة منها
          
          كلُّ ما احتميتُ به سقط فوق رأسي
          ووسط هذه الظروف الرمضاء—
          أقسم أنّ كل جدارٍ مائلٍ أسندتُه بروحي
          دفعتُ فيه ما تبقّى منّي
          احترقتُ لأجله كي لا ينهار…
          لكنه انهار
          لا لأنني قصّرت
          بل لأنّ الروح—أحيانًا—لا تكفي
          ولأنّ الواحد، مهما بلغ، لا يكون جدارًا وحده
          ما يؤرقني اليوم ليس السقوط ذاته
          بل أنّ الأرض باتت أضيق من الأمس
          وأنّ روحي تميل ببطءٍ أخطر من البارحة
          ميلٌ يشبه الإرهاق أكثر مما يشبه اليأس
          أخاف أن أسقط الآن
          ليس حبًّا في الثبات
          بل لأنّ لديّ الكثير من الأشغال المؤجَّلة
          الكثير من الأعباء التي لم يحن لها الانهيار بعد
          

aulvtra

          
          أبي العزيز،
          
          أكتب هذه الكلمات وأنا على يقينٍ أنها لن تصل إليك
          لا لأن الطريق مقطوع بل لأن المعنى أثقل من أن يُحمَل
          ولأن بعض الرسائل تُكتب لا ليقرأها المُرسَل إليه
          بل لينجو بها المُرسِل من الغرق
          أكتب عنك لا إليك
          فالمواجهة معك صارت فوق احتمالي
          وأنت في ذاكرتي لست شخصًا بقدر ما أنت فكرة موجعة
          تتبدّل ملامحها كلما حاولتُ الإمساك بها
          كنتُ أؤمن—بسذاجة الابنة—أنك درعي
          أو على الأقل ظلّه البعيد
          لكنني شهدتك حين خُيّرتَ بيني وبين غريبٍ لا تعرفه
          فاخترته بلا تردّد
          كأنني كنتُ عبئًا عابرًا أو اسمًا زائدًا كنتُ يومًا متاعًا مرفوعًا بين يديك فما بالي صرتُ موضعَ الضرب؟ وما بال الشتيمة سكنت اسمي؟ كنتُ الصامتة بين بناتك
          لا لأنني بلا صوت
          بل لأن الصمت كان شرط بقائي
          أكتب عنك وأنا أملك كل المبررات لبغضك
          لكنني لا أملك القدرة عليه
          كنتَ غائبًا عني حدّ الوجع
          لا لأنك بعيد
          بل لأنك حاضرٌ بلا اكتراث
          تلهو وتضحك
          بينما كنتُ أُستنزف في أيامي الأثقل
          أكتب عنك وأنا أعلم
          أن الخذلان لا يأتي من شخصٍ نكرهه
          بل من شخصٍ نحبّه
          من ذاك الذي نمنحه قلبنا
          ونتوقع منه—على الأقل—ألا يكسره
          ولا أفهم لماذا يتكرر الانخذال
          كلما تكرّر المشهد كأن الألم يعيد نفسه وأنا لا أتعلم أو كأن الحب في داخلي أبطأ من الفهم
          بكيتُ عليك يا أبي
          أكثر مما بكيتُ منك
          وكأن حزني عليك أسبق من ألمي بسببك مشاعري فاضت حتى التكسّر
          وأتساءل—والله—كل يوم:
          لماذا يسكنني هذا الحزن حتى الاختناق؟ ولماذا حين يُذكر اسمك
          يلتفّ الأسى حول صدري
          حتى تتشابك أضلعي من شدّة العصر؟
          فهمتُ شيئًا واحدًا فقط:
          أن هذا الألم—أول همومي وأقساها—
          يسكنني لأنك ما زلتَ عزيزًا في قلبي
          رغم كل ما فعلت أبكي حين تضربني مرتين:
          مرة من الألم،
          ومرة—أشدّ—عليك
          لماذا لا تعتاد أعضائي هذا الوجع؟ لماذا وأنا التي تعلّمت التكيّف مع مهازل الحياة أفشل أمامك وحدك؟ كأن جسدي يعرف أن هذا الألم مختلف وأن القسوة حين تأتي من الأب
          لا تُقاوَم ولا تُدرَّب عليها الروح
          لا أريد أن أكرهك
          وأنا عاجزة عن كرهك
          أحارب الأسباب كلّها ولا أصل إلى نتيجة كأنني مخلوقةٌ لحبك قسرًا كأن حبك خُلِق أولًا
          ثم خُلِقتُ أنا بعده
          ما زلتُ أبكي عليك وأحبك حتى الوجع
          حتى الإرهاق
          حتى النقطة التي يأبى فيها القلب أن يسلّم مهما ثُقِل ومهما حاول العقل أن يقنعه بالنجاة
          لماذا لا أستطيع كرهك؟ ولماذا لستُ حرة؟ 

aulvtra

حتى ذلك الحدّ الذي لا يعود فيه الحب فضيلة بل عبئًا ثقيلًا؟
            قلبي يأبي
            مهما سُحِق
            مهما أُتخِم بالخذلان مهما حاولتُ أن أُقنعه بأنك لست كما يجب ولا كما تمنّيت ولا كما احتجت يأبى إلا أن يتمسك بك كأنك آخر يقين في عالمٍ متصدّع
            وهنا مكمن الحرب الحقيقية:
            أن أعرف كل شيء ولا أستطيع أن أفعل شيئًا أن أراك كما أنت ولا أقدر أن أنزعك من قلبي أن أطلب النجاة وأكتشف أن النجاة منك تعني اقتلاع جزءٍ مني
            أكتب هذه الرسالة لا لتصل ولا لتُقرأ ولا لتُفهم، بل لأضع بين السطور كل ما لا أستطيع حمله وحدي أكتبها لأني إن لم أفعل سأختنق بما لم يُقل
            وأطويها كما يُطوى الجرح لا لأنه شُفي بل لأنه تعب من النزف
            ابنتك…
            التي لم تتعلم كيف تكره أباها 
            ولا كيف تنجو منه
Reply

aulvtra

          لكنّك اليوم 
          دفعتني إلى سؤالٍ مُربك
          سؤالٍ لا يطلب إجابة بقدر ما يطالبني أن أحتمل
          وأنا التي تنقضي لياليها
          وهي تسأل
          ولا تنال من الإجابة سوى
          صرير نافذة غرفتي
          حين يشقّها الهواء
          أو ضوء القمر
          حين يتسلل خافتًا
          كأنه يشاركني حيرتي
          ولا يملك هو الآخر تفسيرًا
          كلما عدتُ إلى ذاكرة الطفولة
          أجدها المقياس الأول لكل ارتباك
          والمرآة التي أقيس بها حقيقتك
          فأسأل نفسي قبل أن أسألك:
          هل كنتَ هكذا يا أبي؟
          أم أن فطرتي وحدها
          هي التي أعادت تشكيلك
          في صورة أبٍ لطيف
          داخل منزلٍ يُشبه العائلة؟
          هل كانت طفولتي البريئة
          هي من صنعت منك أبًا حنونًا في نظري
          كما يبدو كل الآباء
          في أعين أطفالهم؟
          هل كنتُ أراك كما أحتاج
          لا كما أنت؟
          وحين كبرتُ
          واكتشفتُ—بوجعٍ مفاجئ—
          أن الآباء ليسوا نسخةً واحدة
          وأن بعضهم لا يشبه أبي…
          شهقتُ بالبكاء
          لا من المقارنة
          بل من الصدمة
          قلتُ لنفسي:
          أهذا أبي؟
          متى حدث هذا؟
          وكيف لم أره من قبل؟
          هل تغيّرتَ مع الوقت؟
          أم أنك لم تتغير أبدًا
          وأن الوهم كان لي
          لا لك؟
          أخبرني…
          فأنا أشعر أن رأسي ينفجر
          من فرط الدوران
          وكأن السؤال الواحد
          يكفي ليدفع إنسانًا إلى الجنون
          منذ متى وأنت قاسٍ؟
          وكأن الرحمة انسحبت منك
          متى أصبحتَ غريبًا
          في أكثر موضعٍ
          كان يُفترض أن يكون آمنًا؟
          أرجوك…
          لقد مللتُ دموعي
          وهي تسقط على خدّي
          فتزيد ألم قلبي ألمًا
          حتى صرتُ عاجزة
          عن احتمال الوجع
          أو تفسيره
          أبي…
          أخبرني
          علّني أنجو من هذه الحروب
          التي لا تُرى
          من أنت حقًا؟
          وكيف صرتَ هكذا؟
          كيف غفلتُ عنك؟
          وأين كنتَ أصلًا
          حين كنتُ أحتاجك؟
          هل الليالي هي التي كشفت ستارًا
          كان يجب أن يبقى مستورًا؟
          أم أن الليالي نفسها
          هي التي غيّرتك؟
          وهل هذا القدر
          هو من أغراك بالقسوة
          حتى تخاذلت؟
          أم أنني أنا
          من كنتُ أعيش
          على صورةٍ مختلقة
          وأسمّيها أبًا؟
          لماذا كان اختباري أنت؟
          ولماذا جاء الامتحان
          في أكثر نقطة
          ظننتها ثابتة؟
          أنظر إليك
          فتخسف الحيرة
          ما تبقّى فيّ من تماسك
          وكأن يقيني ينهار
          كلما حاولتُ فهمك
          أخبرني…
          والله إنني أبكي
          وأشعر أن قلبي يصرخ داخلي
          لا ليشفى
          بل ليشتكي معي
          كأن الألم
          لم يعد حكرًا على الروح
          بل تسلّل إلى الجسد
          لماذا حين يُذكر اسمك
          يجتمع في صدري
          الحزن
          والخوف
          والأسى
          في آنٍ واحد؟
          ولماذا يتقدّم الانخذال
          كل شعورٍ آخر؟
          أخاف من طاريك
          وأرتبك من ذكرك
          ومع ذلك
          كيف لا يُذكر؟
          وأنت أبي…
          بعد كل شيء.
          

aulvtra

          تتزاول الأرض تحت أقدامي
          تميل بي ميسرةً حينًا وميمنةً حينًا آخر
          كأن العالم فقد توازنه معي
          وكأن كل شيء صار يرتجف بالنيابة عني
          لا تهدأ الأرض
          ولا يهدأ هذا الصداع الذي يسكن روحي
          وقد غدا الأمر أثقل ممّا يحتمله صدري
          تتضاءل قوتي كما تتضاءل النار حين يبلّلها المطر
          فما عدتُ أحلم
          وصار التعبُ وحشًا يجلس فوق صدري
          لا يرحل
          لا ينام
          يأكل قلبي ببطء
          ويتركني كل يوم أخفّ… وأتعَب
          اعتدت أن أبقى في الخلف
          أرى الجميع يمضون
          وأنا على الهامش
          منسيّة كقربانٍ قديم
          كتضحية رجلٍ أراق روحه في ساقيةٍ لأجل امرأةٍ
          لم تلتفت إليه يومًا
          حتى اسمه سقط 
          الأسئلة تنهشني حتى أشعر بأني أتقيأ نفسي
          والثقل يتشبث بعظمي
          وأحاول جمع جواب واحد
          تحت هذا الزلزال الذي يضرب صدري
          حتى حين أستيقظ من نوم قليل
          أجده قائمًا فوق رأسي…
          لا يغادر
          الاستقرار صار سرابًا
          والأمان حُلمًا مبتور الساقين
          كعطشان يرى الماء أمامه
          لكن قدمَيه حديد
          ويدَيه مقيدتان
          والماء…
          يبتعد كلما اقترب
          يغلفه القهر كغطاءٍ زجاجي
          أراه ولا ألمسه
          فأكتب لك يا بدر…
          لا لأنك بدر
          بل لأنني عائمة في ظلامٍ كثيف
          وكنتَ أنتَ الشيء الوحيد الذي لم يطفُ بعيدًا
          أكتب لك لا حبًا خالصًا
          بل لأن روحي احتاجت شيئًا تتشبث به
          أي شيء
          حتى لو كان وهمًا
          حتى لو كنتَ أنت
          أكتب لك لأن اليأس جعلني أراك كخشبة نجاة
          وإن كنتَ لستَ نجاة ولا خشبة
          بل مجرد ظلّ يمرّ فوق مياهي الميتة
          أكتب لك لأن الحياة ضاقت بي
          ولأن الليل لا يرحم
          ولأن قلبي صار غرفةً مظلمة
          ترفرف فيها أجنحة سوداء
          تصفعني ولا تهدأ
          فأخبرني…
          أجبني بصراحة لا ترحم:
          هل أنتَ حقًا حلي أم مجرد صدفة تعلّقتُ بها؟
          هل أنا متيمة بك… أم متيمة بفكرة أن هناك أحدًا يسمعني؟
          هل وجودك يعني شيئًا؟ أم أن حياتي اليائسة صنعتكَ حاجةً لا رجلًا؟
          هل كل هذا التعلّق لك؟ أم لي؟ أم لخرابٍ أعمق لا اسم له؟
          أنا لا أراك كما يجب…
          أنا أراك كما يُملي عليّ الضرر
          كما يرسمك خوفي
          كما يزرعك قلبي الهارب من نفسه
          يا بدر
          هل تدري
          لم أجد شيئًا آخر
          يحميني من ظلامي
          فقل لي
          قل لي قبل أن أضيع أكثر:
          هل أنا مريضة بك؟
          أم مريضة بنفسي؟
          وهل التعلّق بك نجاة…
          أم غرقٌ آخر؟
          

aulvtra

          
          خَسِرْتُ ما فيك الذي أَهْوَيْتُ نَبْرَتَهُ
          فَغَدَا الذي بقيت أحشائي تُنْكِرُهُ
          
          وَبَدَوتَ لي غريبًا لا أَرَى
          فيه القرابة لا فُؤادي يُبْصِرُهُ
          
          لَعَلّي الأيام أَغْفَلَت انتباهي عن
          وَجْهٍ خَفِيتَ وليلُ صَدٍّ يَسْتُرُهُ
          
          لكنه  وعلى ظنوني أَوْجَعَت
          رُوحِي فَصِرْتُ بِحَرْقَةٍ لا أَقْدِرُهُ
          
          كيف ارتخى ما ضيعت كفاك مِن
          وصل وكيف الحب وَهْنًا أَكْسِرُهُ؟
          
          يا من كتبت له القصائد كلها
          أَمسيت أَنْعَى شَوْقَهُ وَأُحَرِّقُهُ
          
          أي الطرق تعيد بين يدي ما
          مضى؟ وأي قَلًى لِحُزْنِي أَدْفَعُهُ؟
          
          ما غادر الأمس الحزين لي اتساعًا بَلْ
          لم يَبْقَ إلا رمد شَوْقٍ أُغْرِقُهُ
          
          فاذهب كما شئت… دعني في مرافئنا
          ألتم جرحي… لَيْتَنِي لم أُدْرِكُهُ
          

aulvtra

          أنكِ غصن طيبٌ في أرضٍ قاحلة،
          أن روحكِ بيضاء كغمامةٍ، لا تحمل ضغينةً ولا حقدًا،
          ‎بينما قلوبهم قاسيةٌ كالصخر، لا يلينها ماءٌ ولا دعاء
          
          ‎ضرب الله مثلًا في كتابه،(الخبيث للخبيث والطيب للطيب)
          ‎لكن المعادلة إن اختلّت،
          ‎إن تجاور النور والظلمة،
          ‎إن امتزج العذب بالملح الأجاج،
          ‎فلا يستوي الطرفان، ولا يلتقيان أبدًا.

aulvtra

علني أنجو من هذا الفيض الذي يثقل صدري من هذا الشعور الذي يتناثر في داخلي كزجاج مكسور ومن أسئلة بلا جواب تطاردني كلما ظننت أني انتهيت
          أيتها البلاد التي حملت خطوي يا هذه الأرض التي تحت قدمي لماذا
          لم كل حقيقة ألمحها تتحول سرابا
          ولم كل ملمس أظنه يقينا ينسحب من يدي لحظة ألمسه كأنه يخاف دفئي أو يهرب من حاجتي
          
          ركضت إليه ركضا ما ركضت له أم ولا أب
          ركضت لأن العطش شق جلدي
          ولأني رأيت فيه ماء ولو كان وهما
          رأيته بدرا في ليل مطبق
          وزرعا في أرض لم تعرف غير الحصى
          ورجاء في قلب تكسّر من اليأس
          ركضت وركضي هذا يبكيني حتى الآن
          
          أيتها الأرض يا صمت العالم كفي عن إبعادي عن كل ما أمد يدي إليه
          هل أنا منسية إلى هذا الحد
          هل ولدت لأكون ظلا لا يتوقف عنده أحد
          لماذا كل ما يمر بي لا يقيم
          وكل الفرح الذي أهديه يعود إليّ خاويا
          
          أفرح للجميع فأين هم حين أحتاج فرحا
          أعزي العالم فأين هم حين أنهار
          ولماذا حتى أنت يا بدر تمر بي كما يمر الغريب
          كأنني لا أرى
          كأن هذا القلب الذي رجاه حتى الانكسار
          كان يناجي صمتا لا يسمع
          ورجاء لم يرأف
          ووجعا لم يفهمه أحد
          
          هذه روحي يا بدر
          تتدلى بين الرجاء والحسرة
          تصرخ بصمت لم يبق فيه غيري

Am-Elaf

@aulvtra  كنت اتسائل عندما اقرء كلامك واستغرب أن مشاعرك تجاه بدر بدئت من سنين طويله قلت انك مع الايام ستنسينه  فاستغربت انك مستمره في حبه 
            فوالله لم ارى حبا موجع بمقدار حبك وكم تمنيت أنني استطيع جمعكم في بيت واحد وأن انسيك الالم الذي مررت به وتمرين به 
            اردت ان اسالك هل يعلم بدر بحبك له ام أنك كتومه للحد الموجع
Reply

aulvtra

قرأته كلمة كلمة… وصدق حسّيت إنك ما كنتِ تقرين مذكراتي بس، كنتِ تحسين فيها
            أنا ممتنّة لكلامك بشكل ما أقدر أوصفه، ويمكن هذا أول مرّة أحس إن أحد فهم ثقل اللحظات اللي مرّت عليّ بهالشكل دعواتك لمست قلبي، والله يجعل لك من السكينة والفرح قدّر ما زرعتي في داخلي طمأنينة
            جزاكِ الله خير الجزاء، ورحم الله والدينچ، وجعل أيلمچ القادمة أجمل مما تتمنين
            وجودچ وقراءتك ما كان شيء عابر… أنا فعلاً سعيدة إنك مريتي على صفحتي بهاللطف
Reply

Am-Elaf

لقد كانت سهرتي اليوم بقرائه تعبيرك من البدايه حتى اليوم 
            عشت معك كل لحضاتك وحزنت لحزنك وفرحت معك 
            ودعوت لك بإن لا يخيب الله ظنك وأن يصبح القادم اجمل
            وتمنيت أن أصل بكلماتك إلى تغير حياتك ودخول السعاده في عالمك ولاكن لم أجدها فيارب أسعدها سعاده ما بعدها شقاء
Reply