av_lu2
أحنّ إلى زمن القسوة، لا لأنني أحب الألم، بل لأنني كنت حيًّا فيه بكل جوارحي. كنت أخاف، أضحك، أشتاق، وأتألم… واليوم، أنا موجود… لكنّ شيئًا فيّ متجمّد، متروك هناك، على رصيف الحرب.
كل يوم أدرّسهم عن المستقبل، وأنا أحمل ماضٍ لم يُدفن. أرسم لهم طرقًا نحو النجاح، وأخفي عنهم الخرائط المحروقة التي سلكتها. أطلب منهم أن يكتبوا أحلامهم، بينما أحلامي معلّقة على شواهد من رحلوا.
في هذا العمر، لا أريد أكثر من لحظة صدق، لحظة صمت أستعيد فيها وجوه الرفاق، لحظة أقول فيها: نعم، تعبت. نعم، أشتاق. نعم، الحرب تنتهي في الخارج، لكنها تبقى فينا إلى الأبد .