يقول علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري..
(( كان الناس في صدر الاسلام يتلون القرآن ويذرفون الدمع السخين من خشية الله. وكانوا أكثر منا تعلقاً بتعاليم الاسلام وحباً للعدالة والمساواة التي جاء بها النبي محمد. ولكنهم لم يكادوا يرون علي بن أبي طالب (ع) يتبع تلك التعاليم اتباعاً صارماً ويحقق مبادئ العدالة من غير تردد حتى نفروا منه ونصروا أعداءه عليه.
وجدنا علياً (ع) في آخر أيامه كولده الحسين وحيداً، حيث تعاورت عليه ذئاب البشر من كل جانب. فلما ضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف هتف قائلاً: (فزت ورب الكعبة).
والواقع انه فاز بتلك الضربة فنجى من هذه الدنيا بعد أن أعطى للبشرية درساً لا تنساه ـ هو ان الناس يحبون الحق بأقوالهم ويكرهونه بأعمالهم.
لقد فرق علي بن أبي طالب بعدله الصارم جماعة المسلمين. وشأن العدل الصارم أنه يفرق الجماعة ويشتت شملها في كل زمان ومكان.
ويظن المسلمون انهم لو رأوا علياً بينهم اليوم لاجتمعوا إليه ونصروه ولما تفرقوا عنه. وهم في ذلك يخادعون أنفسهم.
فلو ظهر بيننا اليوم رجل كـ علي بن أبي طالب عادلاً يساوي بين الناس فلا يدارى أهل الجاه والنفوذ ولا يغدق أموال الأمة على الأصحاب والأنصار ولا يحابى أو يجامل أو يراعي، لتفرقنا عنه كما تفرق عنه أسلافنا ولأقمنا الدنيا عليه وأقعدناها ولعزونا إليه كل منقصة نجدها في القاموس.
وقديماً قال الفرزدق للحسين ابن علي (ع): "قلوب الناس معك وسيوفهم عليك !"...)).
أطيب التمنّيات و التهاني
بحلول #عيد_الفطر_المبارك
جعلنا الله و اياكم من المقبولين الفائزين
و أعاده الله علينا و على الأمة الاسلامية بكل سلام و أمان
و كل عام و انتم بخير