"تنفّس الصّعداء"
          	
          	لازلت أبحث عنك في أزقة بيروت الضيقة
          	تلك التي لا تتسع لشخصين
          	تلك التي لا نزورها إلا فُرادى...أسند طرفي على سور الانتظار و آخذ نفساً عميقاً.. أحاول بأن يكون كذلك، بعمق الفجوة التي أحدثها غيابك في روحي المرهونة في  جثتي... تنشد الخلاص. 
          	يتسع قفصي الصدّري ظناً منه بأنّه قد يحتضنُ نسمة ﻻطفت لحيتكَ من الطرف الأيسر لوجهك، بشهيقٍ تَعِب تعقبهُ سعلة جافّة تكاد تقطع أنفاسي التي لم أجرّها إلى رئتَيّ بسهولة... وكأنّ كل جهدي باحتضان كمية الأكسجين تلك ضاعت سُدًى...
          	
          	استيقظت بعد حلم لم ينقطع عن مزاولتي يومياً يحمل معه ذات كمية اﻷلم لقد أنهكني أنا و ذرّات الأكسجين هذه التي تعانق كوكب الأرض.. 
          	أتمنى لو أني أستطيع ضمّها إلي اﻵن بلا أي مجهودٍ أبذلهُ..بلا شهيقٍ يأخذني لأتحسس أبواب السماء و زفيرٍ يطوي عمودي الفقري إلى ركبتيّ..بلا أظافر نيلية و وجنتين متجمّرَتين ردة فعل على اختناق كاد يصيبني و بﻻ جسد يرتجف تعباً..
          	
          	فقل لي بربكَ بعد هذا الكم الهائل من اللحظات المنتظرة المحمولة على جناح اﻷحﻻم و التي تخنق الروح بألم الاشتياق ؛ كم من شهيقٍ سأنتظر بعد~و هل سيحالفني بعدها زفير؟!