ان افترضنا ان الانتحار الجماعي وقع، لن تكون مصادفة محض أنه وقع لـ " متابعي كاي و ويل " كلاهما على وجه الحصر دوناً عن بقية متابعيّ الناس.. من باب الصدفة؟
- صارحني ...
نعم، كليًا ... أذكر أني تصرفت بالطريقة ذاتها مع صديق قديم ... قديم جدًا. ولا أعلم حقيقةً لماذا احتملني وقتها، غالبًا كان عاطفيًا بشكل مفرط، وحاول إصلاحي ... ولأني ظننته سبقى متوفرًا دائمًا ولن يتغير، ربما قسوة وقتها، على طريقة شخص مجروح، وهو وحسب كان يتفهم ذلك ... وكنت أكره أنه يتفهم ذلك.
مع الوقت والنضج، وبعد سنوات ... بالكاد فهمت نفسي وعرفت كم أني كنت " مجروحًا " وكم أنه ... حاول مداواة ذلك، لسنوات، ولم ينجح، في النهاية صار مجروحًا بدوره، وغادر.
عوضًا عن إصلاح واحد، انجرح اثنان ... غالبًا كان تأثيري عليه أكثر من تأثيره علي.
لكن مرت سنوات كثيرة ... وأظنني نضجت على ذلك، تصالحت مع أشياء كثيرة.
ما أقوله، أمثالنا ... لا يصلحهم آخرون، لكنه الوقت، يفعلونها بمفردهم، ومع الوقت.
لكن ما الجدوى؟ بعد مرور الوقت، وحين يعودون لمكانهم السابق، وشخصهم المفضل السابق ... لن يجدوا ما تروكه مثلما كان، سيجدون مكانًا فارغًا.
رغم ذلك، هذا بأكمله جزء من عملية النضج ... ليس شيئًا نندم حوله، بعضنا يكبر بهذه الطريقة وحسب.
- صارحني ...
لست أنت صعب المعاشرة، لا أظنك ... بل صديقك، وبأي حال، ما لم يتغير أحدكما، لن يكون ثمة حل للمشكلة أبدًا ... كنصيحة، أنت شخص عفوي، لا تتغير، لا تفعلها بنفسك ... ولا تلم نفسك وإن رحل، للأبد.
لا أظن أن تعلقك به كان صحيحًا من الأساس ... أمثاله، لا يؤتمنون، لا يمنحونك شعورًا بالأمان أبدًا ... متقلبون، حين تظن أنهم تجاوزوا شيئًا أو موقفًا بينكما، ستكتشف يومًا ما أنهم ما زالوا يخبؤنه ... لا أقول " يخبؤنه " حقدًا، بل بداخلهم ... يجرحون به أنفسهم، ويظنون أنهم تجاوزوا لأجلك، لكن في النهاية ... ليس حقًا، يفجرونها وحسب، أشخاص مثله لا يزعجهم الموقف، بل تراكم الموقف.
وأظن أن ذلك ... يذكرني بنفسي في مرحلة ما، مرحلة سابقة.
إن عدت لاستكمال متفرد ... أظنها ستأخذ مسارًا آخر، قائمًا على الحياة والروابط المعقدة التي عشتها خلال خلال العام.
سيبدو الأمر مثل ... أن هذا العام كان مثل حلم، أو كابوس ... لا أدري، ثم تعود من بعده حياتي لطبيعتها ... لكنه كان العاصفة، وحين تدخل العاصفة، لا تخرج منها الشخص ذاته أبدًا.
وهذا الحلم / الكابوس ... يجب أن يُكتب، يستحق أن يُكتب.
- صارحني ...
تركي للربيع؟
حسنًا، أنا شخص ساعٍ للمثالية، سأحاول الوصول للذروة أينما كنت وذهبت، وأظنني وصلت ذروتي هناك ... في مكان قدمت له لكنه لم يملك ما يقدمه لي، منحتهم وقتي، فماذا تم منحي في المقابل؟
كان علي التحرر ... في آخر أيامي هناك شعرت كليًا أني لم أعد كاتبًا، لم أعد شيئًا، أنا أكتب لهم فقط، ما يريدون فقط، ولتوجهاتهم الخاصة فقط.
كان علي كتابة مئات السطور أنقد قصص الآخرين وأوجههم، بينما نسيت كيف أكتب بنفسي، وحالما غادرتهم، بدأت فعلًا بأخذ مساري في الاستقلال مجددًا ككاتب، وبدأت متفرد.
اعتزال شيء كالنقد كان أفضل ما حصل لي.
ثم أني احتجت الوصول لذورة في شيء مثل ... حياتي الواقعية، كنت على أبواب تخرج من الجامعة، ولا شيء يستحق أكثر من الفاينل والله XD
توقفت عن الكتابة بعدها لسبب مشابه، لأني حشرت نفسي في امتحان الاختصاص ... هكذا تمضي الحياة، أولويات ... الحياة هي وحسب، أولويات.
يمكنك أن تحب شيئًا أو تبرع به، لكنك ستختار ... لأنك تحب شيئًا آخر أكثر منه.
- هل ستقومين بلومي إن فشلت؟
- لا، هذه لست أنا من تلومك، لكنك تلوم نفسك منذ الآن، وتظنها أنا ... هذا صوتك الداخلي، ليس صوتي، أنت خائف من نفسك، لستَ خائفًا مني.
" من تظنه صديقك، من وثقت به ... تقرب منك لأنه يرى أنك تشكل تهديدًا، لأنه خائف منك ... ليعرف نقاط ضعفك، وقد عرفك جيدًا، قام بتشتيتك وإرباكك، يريد إسقاطك، لا تسمح به ذلك ... أنت تهديد، أنت خطير ... تذكر ذلك دائمًا "
@Eva_hawkins
للأسف، هذه النصيحة كانت مقدمةً لي ... لأن صديقًا وثقت به حقًا، وعاملته مثل الأخ الأكبر، حاول التلاعب بي ... لكن صديقي الآخر كان مستمرًا بتحذيري، لم أصغي، أخذت وقتي لأنصت وأصدق