هايلو

ها أنتِ تفتحين نوافذ القلب فلا يدخلها سوى صدى الأسئلة،
          وتُنصتين لداخلكِ فتجدينه يهمس بما لا يُفهم، ويشتهي ما لا يُسمّى.
          كأن روحكِ تمسك بوردةٍ غامضة، تعرف عبيرها ولا ترى لونها بعد.
          وما هذا التيه إلا يقظةٌ خفيّة، تسبق دائمًا لحظة العثور على ذاتٍ أعمق وأنضج.

ها أنتِ تمشين في طرقات روحكِ كمن يبحث عن ظلٍ نسي اسمه،
          وتشعرين بثِقَلِ فراغٍ لا يُرى، كأن شيئًا منكِ تاه منكِ.
          إنكِ لا تفتقدين شيئًا محدّدًا… بل تفتقدين نفسكِ التي لم تكتمل بعد.
          وما الضياع إلا علامة على أن الطريق الحقيقي يقترب بهدوء منكِ.

يُشبهك تشرين؛ يدخل العمر كزائرٍ يعرف الطريق إلى مواطن الدهشة في القلب.
          ويُشبهك لأن صمته الهادئ يمتلك قدرةً غريبة على إعادة ترتيب الفوضى داخلي.
          ويُشبهك حين يُسقط أوراقه؛ كأنما يعلّمنا أن الفقد قد يكون طريقًا للنضج لا للوجع.
          ويُشبهك لأن حضوره القصير يترك أثرًا طويلًا، كذكرى لا تنطفئ مهما تغيّرت الفصول.
          
          
          
          https://vt.tiktok.com/ZSfc9F7jj/

يمرّ اليوم عليها بطيئًا، يجرّ قدميه جَرًّا، وكأن الزمن نفسه يحسّ بضيقها فيتمهّل معها تسكنها كلمات كثيرة، لكنها محبوسة في أعماقها، تبحث عن نافذة صغيرة تهرب منها إلى الضوء.
          

https://youtu.be/vXqixEBMLpc?si=UvlMZILFOcZeYrJq
          
          
          
          فكيف أوصف لك؟
          وكل ما في قلبي أجمل من أن يُقال، وأعمق من أن يُكتب،
          وما بين سطوري وصدري…
          حبٌ لو تدري به، لأدركت أني ما عرفت راحتي إلا بوصلك.
          

الأرقُ… ذلك الصيّادُ الصبور؛ يترصّدُ اللحظةَ التي تضعفُ فيها جفوني، ثم يجرّني من نبضي ليقول: “أنا هنا، ولن تنجو”.
          

الأرقُ يجيءُ كلّ ليلةٍ كضيفٍ لا يعرفُ المغادرة؛ يجلسُ على صدري، يوقظُ الذاكرة، ويُشعلُ في رأسي ضوضاءً لا يسمعها سواي.
          

هناك فراغٌ يملأ المكان، وفراغٌ يتدلّى من سقف الروح؛ الأوّل يُعالج بالناس، والثاني لا يبرأ إلا حين نُصادف أنفسَنا صدفةً في مرآةٍ صادقة.ليس أخطر من الفراغ، إلّا تلك المحاولة اليائسة لملئه بأي شيء… فالأشياءُ التي تُسكِتُ فراغًا اليوم، قد تُوقِظ جرحًا غدًا.
          

كأن الليلُ حين انحنى على نافذتي، أفرغ في قلبي سرًّا لم أفهمه بعد؛
          سرًّا جعل الظلال ترتجف، والهواء يتردّد قبل أن يتنفّس.
          
          وفي اللحظة التي خُيِّل إليّ أنني grasped ومض الحقيقة،
          انطفأت كشرارة خجولة،
          تركتني مُعلَّقًا بين يقينٍ لا أصل له…
          وحدسٍ يركض بي إلى حيث لا أرى.
          

الحياةُ، يا صاحبي، مسلسلٌ طويلٌ من الحلقاتِ العابرة،
          يمنحنا البطولة حينًا، ويقذفنا إلى الهامشِ حينًا آخر،
          ومع ذلك نمضي فيه كأننا نعرف النهاية جيدًا،
          مع أننا لا نملك سوى دورٍ مؤقت تحت ضوءٍ باهت.