☆··Archiduc··☆

أعجب من الناس الذين يهابون الموت!
          	كيف يخافون من أنفسهم و هم عشاقهم
          	من يهرب من حياة أجمل من ألف حياة
          	من أرض أبقى من مئة أرض
          	من خلاص قدر أضعاف نجاة
          	ألا يعلمون أن الحياة كذبة مؤقتة و الموت بقاء حلو لذيذ!
          	
          	به تتكسر قيود الجسد فتتحرر الروح من قفص فان على رفيف أجنحة فوق غيوم خيال سرمدي أصدق من أي حقيقة ترتقي إلى أعال لا يطالها غبار غضب و لا براثين شهوة ظلم
          	تتعرى هي فتخلع عنها رداءها لتبرز جسدها الشافي أخيرا، تفرد شعرها الذهبي كالمجنونة و تتراقص على ألحان المنتهى ميالة بخصرها رامية بيديها محلقة بقدميها.. فوق أوتار  كمان بعزف أحكم الفنانين
          	هناك تمحى أي ذاكرة سجلها ذلك الكوكب و تلك المخلوقات فتنظر لأسفل بدهشة إلى سفاحين يشبهونها بالتكوينة مع أنها أكثر بريق من جميع ملتهم فتبكي مفجوعة على شكلها الذي يقاربهم تتمنى لو أنها ولدت نجمة كمن في الفضاء أو قمرا على مدارات الكواكب أو حتى ذرة غبار كوني تحاكي أفلاك الليل
          	هي تجلس في عدن ربما أجمل من عدم
          	
          	لكن ليس كلنا أيوب و ليس لجميعنا صبره!
          	فيبدو العدم أثمن من أي حرية و أي سعادة و أي أبدية؟!
          	
          	علنا نلملم بعضنا يوما برحلة جماعية من جميع أقطاب الأرض نسير بلهفة كأم لم تبصر ابنها منذ دهر قاتل 
          	نشقق تربة الجبل بحفاءنا و نقلع القمح و الشوك بلهفتنا
          	فوقنا غراب هياج يرشدنا إلى سفحه
          	نهلع نحو الوادي كالجاءع منذ دهر قاتل
          	
          	هناك....عند النظر إلى قراره تتجلى أمام أعيننا أوضح مرآة رآها كاءن و بخيارنا كيف تلتءم ضربات روحنا نحدد 
          	مصيرنا إلى الأبد
          	
          	أقسم أنني لن أحزن سوى على رسمة لم أكتبها يوما!