cordeliaspotion_

كانت المدينة نائمة، أو هكذا بدت لي وأنا أسير في شوارعها الهادئة. كان الليل باردًا، لكنه لم يكن مزعجًا، بل كأنه غطاء شفاف يفصلني عن العالم دون أن يعزلني تمامًا. لم يكن هناك وجهة، فقط رغبة غامضة في المشي، في أن أترك قدميّ تقودانني دون تفكير.
          	
          	عند زاوية الشارع، كانت هناك عربة قهوة صغيرة، يعلو منها بخار دافئ في الهواء البارد. خلفها، وقف البائع بوجه هادئ، وكأنه اعتاد الانتظار أكثر مما اعتاد البيع. اقتربت، فقال دون أن يسألني:
          	"? قهوة سوداء، صحيح
          	ابتسمت، لم أكن أعلم إن كان قد عرفني من قبل، أم أن الأمر مجرد حدس. ناولني الكوب الورقي، ووقفت هناك 
          	. للحظات، أراقب البخار المتصاعد وأستمع إلى هدير المدينة الخافت
          	."أتحب عملك؟" سألت فجأة
          	نظر إليّ لثانية قبل أن يجيب: "أحبه بما يكفي لأن أعود إليه كل يوم. وأنت؟"
          	شعرت بالسؤال يعلق في الهواء. فكرت للحظة، ثم أجبت بصوت لم أكن متأكدًا من صدقه: "لا أعرف بعد."
          	لم يرد، فقط ابتسم كأنه يفهم. وضعت النقود على الطاولة، لوّحت له، وابتعدت، أرتشف قهوتي ببطء بينما الليل يمتد أمامي بلا نهاية.

cordeliaspotion_

عندما خرجت، كان الهواء أكثر برودة، وكأن المدينة استيقظت قليلًا رغم بقائها صامتة. سرت بخطوات بطيئة  
          	   .أستمع إلى وقع قدميّ على الإسفلت الرطب. لم يكن هناك شيء مستعجل، لم يكن هناك شيء مؤكد
          	  عند الجسر الحجري القديم، توقفت. وقفت أنظر إلى النهر الذي يعكس أضواء المصابيح كفسيفساء من نور يتراقص فوق الماء. لطالما كنت أجد في هذا المكان راحة غامضة، كأن المياه تحمل أسرارًا لا يمكن البوح بها، لكنها تبقى هناك، تنتظر من يفهمها دون أن يسأل.
          	  سمعت خطوات تقترب. التفت قليلًا، فرأيت شخصًا يقف بالقرب مني. لم أتعرف عليه، لكنه كان يبدو مألوفًا بطريقة ما. ربما رأيته من قبل في أحد الشوارع، أو ربما كان مجرد شعور عابر.
          	  "جميل، أليس كذلك؟" قال بصوت هادئ.
          	  نظرت إليه للحظة، ثم عدت إلى تأمل الماء. "نعم، لكنه يبدو مختلفًا كل ليلة."
          	  ابتسم، ثم أخرج من جيبه علبة سجائر، أشعل واحدة، ثم عرض عليّ واحدة. هززت رأسي نافيًا، فاستدار قليلًا وحدق في المدينة الممتدة أمامنا.
          	  "أتعرف؟" قال وهو ينفث الدخان ببطء. "كل ليلة أمر من هنا، وكل ليلة أشعر وكأنني أراه للمرة الأولى."
          	  أومأت برأسي. كنت أفهم تمامًا ما يعنيه. الأماكن لا تتغير، لكننا نحن من نتغير، نحن من نعيد تشكيل ذاكرتنا عنها كلما عدنا إليها.
          	  وقفنا هناك لدقائق، دون أن نتحدث أكثر. لم يكن هناك حاجة للكلمات. كانت المدينة تتحدث عنا بصمتها، وكانت مياه النهر تروي قصصًا لم نكن بحاجة لسماعها لنفهمها.
          	  عندما قررت الرحيل، ألقيت عليه نظرة أخيرة، ثم قلت: "أراك غدًا، ربما."
          	  ابتسم ابتسامة خفيفة، ولوّح لي بكوب قهوته، تمامًا كما فعل بائع القهوة في أول الليل. ثم استدرت ومشيت بعيدًا، بينما بقيت المدينة تراقبني، تمامًا كما كانت تفعل دائمًا
Reply

cordeliaspotion_

كانت الطرقات شبه خالية، إلا من سيارات قليلة تمر على فترات متباعدة. في زاوية أحد الشوارع، كانت هناك مكتبة صغيرة، أضواءها ما زالت مضاءة رغم تأخر الوقت. توقفت أمام الواجهة الزجاجية، تأملت العناوين المتراصة على الرفوف. بدا المكان دافئًا، مختلفًا عن برودة الشارع الخارجي.
          	  دفعت الباب الخشبي بهدوء، فصدر عنه صرير خافت. كان هناك رجل يجلس خلف الطاولة، منهمكًا في قراءة كتاب قديم
          	   رفع رأسه ونظر إليّ للحظة، ثم عاد إلى قراءته وكأن حضوري لم يكن مفاجئًاسرت بين الرفوف، لم أكن أبحث عن شيء محدد، فقط أتنقل بين العناوين، ألمس الأغلفة كما لو كنت أستطيع الشعور بحكاياتها قبل أن أقرأها. مررت بأصابعي على غلاف كتاب يحمل عنوانًا مألوفًا، تذكرت أنني قرأته قبل سنوات، لكنني لم أعد أذكر تفاصيله. سحبت الكتاب ببطء، فتحته على صفحة عشوائية، وبدأت أقرأ.
          	  "البحث عن إجابات لا يعني أننا سنجدها، لكنه يمنحنا سببًا للاستمرار."
          	  ابتسمت. وكأن الكلمات وجدتني بدلًا من أن أبحث عنها. أغلقت الكتاب، حملته معي إلى الطاولة، دفعت ثمنه، ثم خرجت إلى الشارع مجددًا. الليل ما زال طويلًا، لكنه لم يعد يبدو فارغًا كما كان
Reply

cordeliaspotion_

كانت المدينة نائمة، أو هكذا بدت لي وأنا أسير في شوارعها الهادئة. كان الليل باردًا، لكنه لم يكن مزعجًا، بل كأنه غطاء شفاف يفصلني عن العالم دون أن يعزلني تمامًا. لم يكن هناك وجهة، فقط رغبة غامضة في المشي، في أن أترك قدميّ تقودانني دون تفكير.
          
          عند زاوية الشارع، كانت هناك عربة قهوة صغيرة، يعلو منها بخار دافئ في الهواء البارد. خلفها، وقف البائع بوجه هادئ، وكأنه اعتاد الانتظار أكثر مما اعتاد البيع. اقتربت، فقال دون أن يسألني:
          "? قهوة سوداء، صحيح
          ابتسمت، لم أكن أعلم إن كان قد عرفني من قبل، أم أن الأمر مجرد حدس. ناولني الكوب الورقي، ووقفت هناك 
          . للحظات، أراقب البخار المتصاعد وأستمع إلى هدير المدينة الخافت
          ."أتحب عملك؟" سألت فجأة
          نظر إليّ لثانية قبل أن يجيب: "أحبه بما يكفي لأن أعود إليه كل يوم. وأنت؟"
          شعرت بالسؤال يعلق في الهواء. فكرت للحظة، ثم أجبت بصوت لم أكن متأكدًا من صدقه: "لا أعرف بعد."
          لم يرد، فقط ابتسم كأنه يفهم. وضعت النقود على الطاولة، لوّحت له، وابتعدت، أرتشف قهوتي ببطء بينما الليل يمتد أمامي بلا نهاية.

cordeliaspotion_

عندما خرجت، كان الهواء أكثر برودة، وكأن المدينة استيقظت قليلًا رغم بقائها صامتة. سرت بخطوات بطيئة  
             .أستمع إلى وقع قدميّ على الإسفلت الرطب. لم يكن هناك شيء مستعجل، لم يكن هناك شيء مؤكد
            عند الجسر الحجري القديم، توقفت. وقفت أنظر إلى النهر الذي يعكس أضواء المصابيح كفسيفساء من نور يتراقص فوق الماء. لطالما كنت أجد في هذا المكان راحة غامضة، كأن المياه تحمل أسرارًا لا يمكن البوح بها، لكنها تبقى هناك، تنتظر من يفهمها دون أن يسأل.
            سمعت خطوات تقترب. التفت قليلًا، فرأيت شخصًا يقف بالقرب مني. لم أتعرف عليه، لكنه كان يبدو مألوفًا بطريقة ما. ربما رأيته من قبل في أحد الشوارع، أو ربما كان مجرد شعور عابر.
            "جميل، أليس كذلك؟" قال بصوت هادئ.
            نظرت إليه للحظة، ثم عدت إلى تأمل الماء. "نعم، لكنه يبدو مختلفًا كل ليلة."
            ابتسم، ثم أخرج من جيبه علبة سجائر، أشعل واحدة، ثم عرض عليّ واحدة. هززت رأسي نافيًا، فاستدار قليلًا وحدق في المدينة الممتدة أمامنا.
            "أتعرف؟" قال وهو ينفث الدخان ببطء. "كل ليلة أمر من هنا، وكل ليلة أشعر وكأنني أراه للمرة الأولى."
            أومأت برأسي. كنت أفهم تمامًا ما يعنيه. الأماكن لا تتغير، لكننا نحن من نتغير، نحن من نعيد تشكيل ذاكرتنا عنها كلما عدنا إليها.
            وقفنا هناك لدقائق، دون أن نتحدث أكثر. لم يكن هناك حاجة للكلمات. كانت المدينة تتحدث عنا بصمتها، وكانت مياه النهر تروي قصصًا لم نكن بحاجة لسماعها لنفهمها.
            عندما قررت الرحيل، ألقيت عليه نظرة أخيرة، ثم قلت: "أراك غدًا، ربما."
            ابتسم ابتسامة خفيفة، ولوّح لي بكوب قهوته، تمامًا كما فعل بائع القهوة في أول الليل. ثم استدرت ومشيت بعيدًا، بينما بقيت المدينة تراقبني، تمامًا كما كانت تفعل دائمًا
Reply

cordeliaspotion_

كانت الطرقات شبه خالية، إلا من سيارات قليلة تمر على فترات متباعدة. في زاوية أحد الشوارع، كانت هناك مكتبة صغيرة، أضواءها ما زالت مضاءة رغم تأخر الوقت. توقفت أمام الواجهة الزجاجية، تأملت العناوين المتراصة على الرفوف. بدا المكان دافئًا، مختلفًا عن برودة الشارع الخارجي.
            دفعت الباب الخشبي بهدوء، فصدر عنه صرير خافت. كان هناك رجل يجلس خلف الطاولة، منهمكًا في قراءة كتاب قديم
             رفع رأسه ونظر إليّ للحظة، ثم عاد إلى قراءته وكأن حضوري لم يكن مفاجئًاسرت بين الرفوف، لم أكن أبحث عن شيء محدد، فقط أتنقل بين العناوين، ألمس الأغلفة كما لو كنت أستطيع الشعور بحكاياتها قبل أن أقرأها. مررت بأصابعي على غلاف كتاب يحمل عنوانًا مألوفًا، تذكرت أنني قرأته قبل سنوات، لكنني لم أعد أذكر تفاصيله. سحبت الكتاب ببطء، فتحته على صفحة عشوائية، وبدأت أقرأ.
            "البحث عن إجابات لا يعني أننا سنجدها، لكنه يمنحنا سببًا للاستمرار."
            ابتسمت. وكأن الكلمات وجدتني بدلًا من أن أبحث عنها. أغلقت الكتاب، حملته معي إلى الطاولة، دفعت ثمنه، ثم خرجت إلى الشارع مجددًا. الليل ما زال طويلًا، لكنه لم يعد يبدو فارغًا كما كان
Reply

cordeliaspotion_

في تلك الليلة التي تتكثف فيها الأحلام كضباب فوق المدينة النائمة، تتواصل ثرثرتهما كما لو أنهما يحاولان تقشير الزمن طبقة بعد طبقة، يبحثان عن نواة اللحظة الصافية، دون أن يدركا أنهما قد وصلا إليها منذ أول نظرة، منذ أن تشارك كلاهما الجلوس في ظل اللازمن 
          الموسيقى تتهادى بين صمتهما، واهنة حيناً، ثم تصير أكثر وضوحًا كأنها تستعيد قوتها من نبضات قلبيهما. ينظران إلى بعضهما أحيانًا، لكن دون أن يطيل أحدهما النظر، كأن التقاء العيون قد يُفسد ما بينهما من غموض، كأن الاعتراف الضمني الذي يسكن هذه اللحظة لا يحتاج إلى تأكيد لفظي، فهو يتغلغل بينهما كضوء القمر 
           المنساب على الأرض.

cordeliaspotion_

يمكن رح اكمل نهايتها فرواية جديدة
Reply

cordeliaspotion_

للحظة قصيرة، كان الصمت يرافق خطواتهما كما لو كان امتدادًا طبيعيًا للحوار الذي انتهى دون كلمات أخيرة. ومع ذلك، لم يكن الصمت فراغًا، بل كان ممتلئًا بكل ما لم يُقال، بكل المشاعر التي لم تجد طريقها إلى اللسان 
            . ولكنها تجسدت في النظرات والإيماءات الخفيفة 
            عند زاوية الشارع، توقف أحدهما للحظة، استنشق الهواء العليل كمن يريد أن يحتفظ بجزء من هذا الصباح في روحه. كانت السماء قد بدأت تتلون بظلال وردية، تنذر بيوم جديد يحمل وعودًا مجهولة. تابع سيره، بينما فكر في تلك الطاولة التي تركاها خلفهما، في الكلمات التي ترددت بينهما، وفي ذلك الشعور العميق الذي لا يحتاج إلى 
            . تفسير أو تأكيد
            أما الاخرى، فقد واصلت طريقها بخطوات هادئة، كأنما تحمل بداخلها شيئًا ثمينًا لا تريد أن يبددها بالتفكير المفرط. لم تكن بحاجة إلى النظر إلى الخلف، لأن أثر هذه الليلة لم يكن في المكان، بل في القلب، حيث تبقى 
            . الذكريات التي لا تبهت، بل تتجدد كلما استدعاها الحنين
            وهكذا، بينما استيقظت المدينة ببطء، كانا قد مضيا كلٌّ في طريقه، يحملان بين طيات الصباح سرًّا صغيرًا، ربما 
            . لا يعودان إليه أبدًا، وربما يجد طريقه إلى لقاء آخر، في ليلة أخرى، تحت ضوء آخر، في زمن آخر
Reply

cordeliaspotion_

امامهما اكواب القهوة التي بردت منذ مدة، لم جرؤ أي منهما على مد يده لإنهاء ما تبقى فيها. هناك شيء مقدس في هذا السكون، في الطريقة التي تُركت بها الأشياء على حالها، كأن أي حركة زائدة قد تكسر الهشاشة الجميلة 
             لهذه اللحظة
            في الخارج، يتسلل الليل ببطء نحو نهايته. تبدأ أولى تباشير الفجر برسم خطوطها الخفيفة على الأفق، لكنهما لا يزالان هنا، لم يغادرا، كأنهما عالقان في نقطة غير مرئية من الزمن، حيث لا قبل ولا بعد، فقط الآن
            وأخيرًا، وسط صمت خفيف، تمتم أحدهما بشيء، بالكاد يُسمع، ربما كلمة لا معنى لها، ربما جملة لم تكتمل، لكنها حملت معها شيئًا يشبه اليقين، شيئًا جعل الآخر يبتسم، ابتسامة خفيفة، بالكاد ملحوظة، لكن في طياتها كان هناك اعتراف لا يحتاج إلى كلمات، وعد لم يُقل، وإحساس بسماء صباحية ستحمل غيومًا بيضاء ناصعة، تمامًا 
             كما تنبأ حدس غامض، تسرب ببطء في ظلال هذه الليلة العجيبة.ي
            ثم، بحركة هادئة، مد أحدهما يده إلى الكوب، كأنما يوقظ اللحظة من سباتها، وكأنما يعلن أن الليل قد أدى دوره، وأن الفجر قد أتى ليحمل معه احتمالات جديدة. تبادلا نظرة أخيرة، وكأنهما يختبران ما بقي من هذه الليلة داخل أعماقهما، ثم نهضا ببطء، تاركين خلفهما طاولة شهدت حوارًا لم يكن بحاجة إلى نهاية واضحة
            
            في الخارج، كان الهواء نقيًا، محملًا برائحة الصباح الطازج. الشوارع لا تزال ساكنة، وأضواء الطريق الخافتة تومض كما لو كانت تحيي العابرين الأوائل لهذا اليوم الجديد. سارا بصمت، خطوة بخطوة، ثم، كما لو باتفاق غير معلن، سلك كل منهما طريقًا مختلفًا. لم يلتفت أي منهما إلى الوراء، لكنهما كانا يعلمان أن هذه الليلة ستظل  
            . محفورة في ذاكرتهما، كحلم جميل لا يحتاج إلى تفسير
Reply

cordeliaspotion_

وقفت أتأمل، الشوارع المظلمه، اضواء السيارات المارة، والنوافذ التي لا تفتح ابدًا
          صوت الهواء، ورذاذ المطر .. مع اغنيتي المفضله، لم يكن صعبًا على عامل النظافة ان
          يعمل إلى هذا الوقت، و في هذا الجو، لأنه يعلم بأن تواجده هنا  يبقي هذا الوطن
          واقفًا، بيقيه على عاتفيه، احدق به .. امامي حياةً كاملة اجهلها تمامًا، حين نظر إلي
          شعرت بأنه يعرفني .. يعرف بأني انسان، وهذا شيءٌ ننساه نحن احيانًا، أكملت المشي،
          إلى زاوية الشارع التي تعج برائحة الخبز، توقفت لوهلةٍ وبقيت احدق في هذا المكان،
          يبدو وكأنه منزلُ بشكلٍ ما، بائع الخبز يبدو مرهقًا، ولكنه لازال يخبز، لازال متيقظًا
          خوفًا من جائع مسكين يمر هذا الشارع، وانا هنا، اقف وأتأمل، واتسائل مالذي
          جرى .. كيف لشخصٍ مرهقٍ إلى هذه الدرجة ان يبقى  ان يستسلم للبقاء؟ كنت أعلم
          وانا انظر الى عينيه واطلب منه خبزًا .. بأن قوته تندلع من عينيه، يقف صلبً، وكأنه
          شكّل نفسه لهذه الاوقات، وانا افكر .. لا احد يأكل الخبز بلا شاي يلينه، ولذلك .. كُل
          هذه الصلابة التي يحملها، ستصبح كالعجينة او ارق من ذلك .. حين يعود لمحبوبته

cordeliaspotion_

خطوتُ بعيدًا عن طاولة بائع الشاي، لكنني لم أبتعد كثيرًا. توقفتُ عند أول إشارة مرور
             أنظر إلى الشارع الممتد أمامي كأنه طريق نحو شيء لا أعرفه بعد. السيارات تمر، الأضواء تتغير، والناس يمشون في اتجاهات مختلفة، لكنني شعرتُ وكأنني ثابت، كأنني وحدي خارج الإيقاع
            الهواء يقل و رئتي تضيق شيئًا فشيئًا، يداي
            ترتجف دون ان تشعر بالبرد، ورأسي يدور كساعة حائط، جلست .. اخذت نفسً 
            عميقًا، ولم ينفع، اخذت نفسًا آخرًا، ولم ينفع، واخيرًا .. اخذت نفسًا آخرًا، ويبدو بأنه
            بدأ ينفعني، بدأت اشعر، بدأت ارى، لم اضيع طريقي قط، ولكني اضعت نفسي
Reply

cordeliaspotion_

مرت لحظات صمت، لم تكن ثقيلة، بل كانت مريحة. لأول مرة منذ زمن، لم أشعر بالحاجة إلى الهروب من الصمت، لم أشعر أن عليّ ملء الفراغ بالكلمات 
            نظرت إلى المخبز خلفي. رائحة الخبز الطازج ما زالت تعبق في الهواء، لكنني لم أعد أشعر بها كما شعرت بها حين خرجت
            وضعت ثمن الشاي على الطاولة، وقفتُ، ثم قلت له: "أراك غدًا، ربما 
            لم يلتفت إليّ، فقط رفع كوبه قليلًا كأنه يودّعني، أو ربما كأنه يقول إن الغد ليس مهمًا بقدر هذه اللحظة.
            ومشيت
Reply

cordeliaspotion_

ضحك، وقال: "أنا هنا منذ خمس سنوات، أبيع الشاي وأراقب الناس. بعضهم يعبر سريعًا، بعضهم يتوقف ليسأل عن الطريق، وقليل منهم يجلس ليشرب الشاي .
            ارتشفت رشفة من الكوب الورقي، كان الشاي ساخنًا، فيه مذاق الشوارع، مذاق الانتظار، مذاق الحكايات غير المكتملة قلت: وهل يكفيك هذا؟
            أجاب وهو يحرك الملعقة الصغيرة في الكوب المعدني أمامه: "يكفيني حتى الغد، والغد يكفيني حتى بعده. وأنت؟"
            صمتُّ قليلًا. لم يكن لدي إجابة سهلة. ماذا أفعل؟ كنت أعرف وظيفتي، أعرف روتيني، لكنني لم أكن واثقًا إن كان ذلك ما أفعله فعلًا، أم أنه فقط ما أقوم به كل يوم.
Reply

cordeliaspotion_

الجلوس لساعات ملعونة محاط بأربع جدران. والهواء كالسلم يتحرك بين الجدار الثالث. هل قلت يتحرك ؟ لا، إنه يخنق رقبتي كالحبل المحيط بالشوك. ضجيح لعين ورائحة قذرة تأني من الجدار الثاني. إنه الياس يأكل رأسي. جسدي منهك. ينخز أطرافي ويقطع كل شعور، أسافر مع الألم منذ دهر. ولا شيء سوى الألم يستحق أن تمطره عيناي. والألوان تحيط بالغرفة كالجنون، لا شيء يقارب الواقع، اللعنة، اللعنة، أصبحت الغرفة ساحة حرب من اليأس والمعاناة. لا شيء يهدأ، لا شيء منطقي، لا شيء يعالج.
          لا شيء

cordeliaspotion_

في احدى الليالي التي تشتهي فيها ثرثرة عابرة مع شخص لا يتوقع منك شيئا ، في ركن من ردهة فندق واسع ، في النقطة العمياء للعالم ، تحت هالة القمرالهادئة وذلك الضوء المنعكس على سطح الارض الذي يبدو و كانه دمع منساب من القمر، حيث تذوب الاحاديث في الضجة المهذبة للمكان ، بين اصوات الاطباق و الكؤوس ، و عجلات حقائب النزلاء و الموسيقى التي تحاول تذكر اسمها دون جدوى، و التي تؤديها عازفة بيانو المتالقة من بعيد مثل نجمة ... و هذا الهواء المرصع بشحنات القدوم و المغادرة ، و انتم تكونون  فيه كارواح هائمة اختارت برزخ المتفرجين ، و آثرت ان تظل في ظل اللامسمى .حيث لا قيود و لا وعود، و لا صلة بينكما الا الطاولة التي تستضيف قهوتيكما .. و هذا الهراء الذي مازلتما تتناقشانه بجنون ، يبدو جميلا مثل رذاذ المطر لن يتوقف حتى انبلاج الفجر ، و في لحظات سكونكما تغفو الاغنيات على قلبيكنا المحشوين بالطمأنينة و الحلم تجلسان قانعين بما بتؤول اليه الحياة باستثناء الذين يتثاءبون نحو الماء قبيل الكارثة هذا الذي يينهما ليس سوى شعور غبي لا يزال يتشكل في رحم الكون ، و سافر ملايين السنين الضوئية ليتوهج بينهما في هذه الليل ..ليلة مهدئة ، حيث لا تنتظران حدوث شيء يذكر ..لكنهما تشعران بدوار ماكر يلهو بقلبيكما و رغم هذا لا يزالان هنا ..  هناك حدس يتسرب ببطء . و يخبرهم ان السماء في الصباح ستكون سماء تحمل غيوم بيضاء ناصعة ..في ليلة كهذه تبدو كل الاحتمالات واردة

cordeliaspotion_

وحيدا في غرفتي ، أنادي أيها الرب هدنة ، بين قلب لا يسمع وعقل لا يعي ، تجتاحني الذكريات مجددا لا يوجد مفر منها ، أريد حبر وورق ، وفنجان قهوة ، وعلبة سجائر ، لنتفاهم معا

Auntie77

فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ 
Reply

algg_4

@cordeliaspotion_ قلب لا يسمع ماذا بالضبط؟ 
Reply

cordeliaspotion_

نسيت الفصحى و الكتابة بجدد
Reply