قِمّةُ الوضاعة أن تُقاطع حماسةَ إنسانٍ انهمر بالكلام كما ينهمر السيل من علوّ أن تَخزَ روحه وهو في أوج اندماجه لتأمره بخفض صوته، وكأنك تُطفئ جمرةً متّقدة بسطحٍ من ثلجٍ بارد..
ما شأنك وأنت لم تكن طرفًا في النبض، ولا شريكًا في الفكرة؟ في تلك اللحظة تسقط عنك رداء التعقّل، لتنكشف ككائنٍ دخيل يحاول أن يزاحم الوجود، أن يُثبت حضوره على أنقاض نشوة الآخرين. فالعاقل الحقّ يا صاحبي، لا يطفئ النور ليُثبت أنه موجود، بل يتركه يضيءُ حتى لو لم يكن مصدره من بين يديه.
قِمّةُ الوضاعة أن تُقاطع حماسةَ إنسانٍ انهمر بالكلام كما ينهمر السيل من علوّ أن تَخزَ روحه وهو في أوج اندماجه لتأمره بخفض صوته، وكأنك تُطفئ جمرةً متّقدة بسطحٍ من ثلجٍ بارد..
ما شأنك وأنت لم تكن طرفًا في النبض، ولا شريكًا في الفكرة؟ في تلك اللحظة تسقط عنك رداء التعقّل، لتنكشف ككائنٍ دخيل يحاول أن يزاحم الوجود، أن يُثبت حضوره على أنقاض نشوة الآخرين. فالعاقل الحقّ يا صاحبي، لا يطفئ النور ليُثبت أنه موجود، بل يتركه يضيءُ حتى لو لم يكن مصدره من بين يديه.
الفراغ ليس مجرّد مساحةٍ خاوية، بل كهوف مظلمة تتردّد فيها أصداء الروح حتى تغدو الهمسة صرخة، والقطرة طوفانًا ..
هو الذي يضاعف وجع الجسد، ويؤجّج نزف العاطفة، ويجعل الفكر يدور في مدارات مسمومة،
الفراغ يفتح الأبواب على الحرام كما لو كان يزيّنها بالذهب، ويمهّد للضياع كما لو كان يفرش الأرض بالرياح.
إنّه العدوّ الأوّل للإنسان، خصمٌ خفيّ لا يُرى لكنّه ينخر في الداخل ..
أما المشغول، ذاك الذي تُثقل أيامه بالأعمال والمهام، فهو أهدأ انفعالًا، وأصلب وجدانًا، لأنه ببساطة لا يجد وقتًا يبدّدُه على حماقات الشعور ولا يملك فراغًا يلتهمه الفراغ .
مُنذ زمنٍ قصير وقعتُ على مصطلحين، فإذا بي أكتشف أنَّ ما كنا نعيشه طويلاً دون اسم، قد وجد أخيرًا ما يُسمّى به
الأول : Doublethink - التفكير المزدوج ذاك الذي صاغه جورج أورويل، حين يغدو العقل مسرحًا لفكرتين متناقضتين تُصدَّقان معًا
ودون أن يتصارعا أو يُثيرا في صاحبهما عجبًا أو إنكارًا
والثاني : Cognitive Dissonance - التنافر المعرفي، تلك الحالة التي يدفع فيها الإنسان نفسه إلى فعلٍ يُناقض ما يؤمن به،
ثمَّ يُشيّد بداخله حصونًا من التبريرات، ليدفن ضجيج صراعه ويقنع ذاته أن الأمر لم يكن خيانة بل خيارًا لا مناص منه ..
تثقفوا