السلامُ عليكم يا قوم.✨️
بما انه مضت فترة من آخر مرة حدثت فيها، خلونا نعمل تصويت لفصل الخميس القادم!
الخيارات المتاحة:
هَوس، تلاشي، أرض الشياطين، أول فصل من قصة جديدة.
ينتهي التصويت يوم السبت! وإن شاء الله يتم الفصل على الموعد أو قبل.✨️
(كومة قلوب زرقاء)
في رعاية الرحمن.♡
كيفَ عساه المرءُ يخرجُ ما قد ترددَ من صدًا للأحاديثِ داخلَ قلبه؟
يكتب.
يكتبُ عما قد فشلَ في البوحِ به لأحد، عمّا لا يريدُ جعله ملكه... كمنْ يخبرُك «إنني هنا، لكنّي كسائلٍ مائعٍ ليسَ له هيئة، اليومَ أكونُ نجمًا لا يسع العالم نوره، وغدًا مجردُ حفنةِ ترابٍ قد امتزجت بغيرها حتى ما عادت تُرى كشيءٍ بمفردها! أكونُ نجمةً أم تراب؟ أم شيءٌ عديمُ الهيئةِ بينهما؟ لا أدري. كُلُ ما ألقاه من نفسي خواءٌ يخبرني أنَّ الكتابةَ بلسانِ حالِ أيِّ شخصٍ عدايَ سيبني لي أجنحةً وهمية! أجل! أجنحة!
سأكونُ أحدًا سواي، مختلفًا عني، وستربطُ بيننا جسورٌ من مشاعرَ وهمية. سأكونُ أنا بنفسي بعيدًا كل البعدِ عن هذا! أنظرُ من بعيدٍ وكأنني أشاهدُ لوحةُ وفي عينيَّ نظرةٌ ناقدة. ماذا عسايَ أنقد؟ لا فكرةَ لدي! ربما أنتقدُ نفسي لهَفاوتةِ ذلك الشعورِ المشؤومِ بالتضارب، أو أنتقدُ شخصيةً وضعتُ فيها شعورًا لا أبوحُ به لأنه ما كانَ يجدرُ بأحدٍ أن يمتلكَ شعورًا شديدَ الوطأةِ كذاك- لمجردِ موقف! أو بإختصارٍ أحاولُ القولَ بأنني أنا (وإن لم أعدْ نفسي عندَ هذه النقطة) قد بدأتُ أسبحُ في بحارٍ وهمية! لديَ أجنحةٌ قد أُرهِقت، ولديَ طوقُ نجاةٍ لا أستعمله- كمن يريدُ أن يغرق!»
إنَّ الكتابة، وإن استهوتنا، تسرقُ منّا أكثرَ مما يُخيلُ إلينا، وسواءَ شئنا أم أبينا- ما نملكه في قلوبنا ستفضحه الكتابة، بطرقٍ عشوائيةٍ ولا مرئية، عن شعورٍ وعادةٍ وبصيصِ أملٍ وفكرة... حتى وإن كنا نكتبُ لئلا نكونَ نحن- سنبقى بين طيات الصفحاتِ ومساحاتِ الأسطر، نخبرنا أننا غيرُ موجودين إلا أننا هنا، رغمًا عنّا.
- مساحةٌ عشوائية، دَيان. الرابع والعشرين من ديسمبر، ألفين وأربعة وعشرين.