MENARACLUN

من بعد اذن الكاتب 
          إلى محبي الغموض والتشويق والدرما
          في عالم غارق في المطر الأبدي، حيث يذوب الأمل مع كل قطرة تنهمر من السماء، يسعى "يوري" لإنقاذ الأرض من مصير مجهول. لكن كلما اقترب من الحقيقة، ازداد الغموض... نظرات مريبة تلاحقه، ورسائل غامضة تُبعث إليه، أعداء في الظل يترقبون حركته، وداخل كل زاوية… خيانة محتملة.
          في سباق ضد الزمن، يقاتل يوري لكشف السر المدفون، لكن السؤال الأكبر الذي يلاحقه:
           هل سيتمكن من فك اللغز قبل أن يُبتلع كل شيء في ظلام المطر الأبدي؟ أم أن الحقيقة التي يبحث عنها ستكون نهايته؟
            ترى من سيكون الضحية؟ ومن سيكون المنقذ؟
          https://www.wattpad.com/story/389875674?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=BoshraAlnoor

angel2025story

بعد اذن الكاتبة ممكن متابعة  ❤️
          
                        ليال
          
          في شقة أشرف وسلوى، كانت الفوضى تعم المكان. الأطباق المتسخة تتراكم في حوض المطبخ، والملابس مبعثرة على الأريكة في الصالون، الذي كان يعج بأثاثٍ حديثٍ لم يجد من يرعاه. وقفت سلوى، ببطنها المنتفخ وملامحها المتعبة، تواجه أشرف الذي كان يرتدي قميصًا غير مكوي، وعلامات الغضب بادية على وجهه.
          
          "يا سلوى، خلاص بقى! أنا قلت هتخلفي وتعقلي، بس اللي في طبع... استحالة يتغير!" صرخ أشرف بصوتٍ عالٍ يملؤه اليأس، ولوّح بيده في الهواء. "البيت ده زي الزفت لو أمك ما جتش تلمه! ولا البنت كمان مهتمة بيها! ليال دي بقالها يومين يا دوب بتاكل، وشكلها دبلان!" ثم أضاف بنبرةٍ أكثر مرارة، "ولا مهتمة بيا أنا كمان!"
          
          حاولت سلوى أن تدافع عن نفسها بصوتٍ خافتٍ بالكاد يُسمع، وقد بدأت الدموع تتجمع في عينيها. "يا أشرف، ما أنا حامل وتعبانة، مش قادرة أعمل كل حاجة!"
          
          "تعبانة إيه بس؟" قاطعها أشرف بحدة، وهو يمسك بقميصٍ آخر من على ظهر كرسي الطعام، يجده هو الآخر غير مكوي. "طب دلوقتي أروح شغلي إزاي؟ لا في هدوم مكوية ولا حتى نضيفة! أروح بالترنج يعني؟ ولا حتى بتحضري فطار زي البني آدمين! كل يوم أفطر في الشغل زي الغريب!" كانت كلماته أشبه بالسياط التي تلهب روح سلوى، التي شعرت بالعجز أمام غضب زوجها المستمر.
          
          على صوت الصراخ الذي ارتفع من الطابق العلوي، تبادل سليمان وفريال النظرات في شقتهما الهادئة نسبيًا، حيث كانت فريال قد انتهت للتو من إعداد الفطور. كان سليمان يقرأ الجريدة، بينما تستمع فريال إلى تلاوة خافتة للقرآن من مذياع صغير. صوت الشجار كان كافيًا ليزعج هدوء الصباح المعتاد.
          "هو إيه ده؟ هو كل يوم على الصبح؟" تمتم سليمان وهو يضع الجريدة جانبًا، وعلامات الضيق على وجهه.
          
          "لازم نطلع نشوف فيه إيه، ماينفعش كده،" قال سليمان وهو ينهض ببطء، وتتبعه فريال بوجعٍ في قلبها. كانت تعلم جيدًا أن المشكلة أعمق بكثير من مجرد إهمال البيت، فبين جدران شقة أشرف وسلوى، يكمن سرٌ كبير يضغط على سلوى، ويثقل على فريال، سرٌ يجعلها عاجزة عن التدخل بفاعلية، ويزيد من إحساسها بالذنب تجاه ليال الطفلة البريئة. 
          
          
          https://www.wattpad.com/story/397124942?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=angel2025story