ebla_q
طُرفَة أدبِيّة حدثت هذه القصة بين الزبرقان وبين شاعر الهجاء الحطيئة عندما أقدم الأخير على هجاء الزبرقان من خلال بيت شعر جاء فيه " دع المكارمَ لا ترحل لبغيتها واقعد فإنّك أنت الطاعُم الكاسي" شعرَ الزبرقان بالألم والحسرة من هذا الوصف، فما كان منه إلّا أن تقدّم بالشكوى لأمير المؤمنين الخلفية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، طلبًا منه أن ينصفه من الحطيئة ذلك الشاعر سليط اللسان، فاستغرب الخليفة من هذا الطلب، وأخبر الزبرقان أن لا هجاء في هذا البيت الشعري إنّما يعاتبك. أصرّ الزبرقان على أنّ هذا البيت ليس عتابًا وإنما هو هجاء شديد القسوة؛ إذ إنّه ينكر عليه رجولته، فليس عليه إلا بالأكل واللبس في تشبيه له بالنساء، وطلب شهادة حسان بن ثابت، فهو شاعر يُدرك المغزى الحقيقي من هذا البيت الشعري، فأمر الخليفة بإحضار حسان ليسأله في الأمر، فكان جوابه أنّه أكثر من الهجاء، فهو بمثابة السب والشتم. فما كان من الخليفة إلا أن أمر بحبس الحطيئة لسوء خلقه وطبعه الذي ينال من أعراض المسلمين، وفي السجن أنشد الحطيئة يستعطف الخليفة فقال له "ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ حمر الحواصل لا ماء ولا شجر ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة أنت الأمير الذي من بعد صاحبه فاغفر عليك سلام الله يا عمر" رقّ قلب الخليفة لتلك الكلمات المؤثرة فأمرَ بإخلاء سبيله بشرط أن يكفّ لسانه عن أعراض الناس ولا ينالهم بسيئِ القول، فاعترض الحطيئة على شرط الخليفة؛ إذ إنّ شعره هو الوسيلة الوحيدة التي يعتاش منها، فما كان من الخليفة إلا أن أمر له براتب من بيت مال المسلمين حتى يكف عن هجاء الناس. ما رأيكُم في تصَرفِهِ رضي الله عنه؟