أودُ لو أُخبِرَكِ يا ميليسا بأني كمثلِ كلِّ المُتعبين، أبقى شاعِرًا
وأن هذهِ اللُغة لاتنكفُ عن تعذيبي، وبأني أحمِلُ قلبًا مُحتارًا كشمعةٍ وسط خلاءٍ مُترام تكادُ تُضيئ لاشيء منه، فأتمنى أن تتفهميني وترقي لي
سأكتبُ لكِ غدًا إن إستطعت
أودُ لو أُخبِرَكِ يا ميليسا بأني كمثلِ كلِّ المُتعبين، أبقى شاعِرًا
وأن هذهِ اللُغة لاتنكفُ عن تعذيبي، وبأني أحمِلُ قلبًا مُحتارًا كشمعةٍ وسط خلاءٍ مُترام تكادُ تُضيئ لاشيء منه، فأتمنى أن تتفهميني وترقي لي
سأكتبُ لكِ غدًا إن إستطعت
٢٢ يوليو مساءُ يومِ الإثنين
ينهال كل شيء من حولي ببطئ مقيت، بينما أرتجف لأملٍ أثر وعودٍ قديمة تجافت وعليّ أن أوفي بها، أخذ الأمر إثنا وخمسون يومًا لإخلافها، فكم سأحتاج لأوفي بها؟
يسير كل شيء عكس تلك الوعود التي أخذتها، وأهابُ ذوبان الفرص سريعًا بينما يستمر التاريخ بالغرق والبحر بالهروب
مُحبَتي، أنظري بأمري
علّكِ تجدين حلًا يتجلى عليه موت حُزن ذلك الأمل، فأنا أهابُ هلاكه
وبينما تؤرقني الحُرية، تُفزعني تلك الثقوب كلما جال الأمر ببالي، فكيف أضمرها؟
ولأن جلَّ ماتنافى هيَّ تلكَ الوعود، كيف سأنجو؟
أخشى أن تكون هيّ نقطة المنفى، المآسي الانهائية التي تفتكُ بصدري منُذ ثمانية عشرَ عامًا،
لذا ياعزيزتي
أكتبي لي وعدًا بتاريخ يُناسب لقائي بكِ، لنأخُذَ سِرًا وندفنها سريعًا، بسرية تامة
ولاتنسي أن توفي به
وحينها، سأُطعن وأُدمى ويغمى علي، بينما أفي تلك الوعود الزرقاء
عزيزتي ميليسيا، طابَ مسائُك
عزيزتي،
أكتبُ لكِ لثاني مرةً على التوالي لهذا اليوم البائِس، كان الأمر صعبًا لدرجةِ تطلبهُ أن يشيخ دفتري، حبري وأوراقي وبقايا آثار حروفي
أتلو عليكِ ماحلَ بيّ وهو يطفو على سطح قلبي ومَلامِحي، نعم ملامحي! لدرجةِ أن تُسيئِ أمي لوَجهي! لاتقلقي، كان الأمر خطئي
إلا أني!
لم أفهم لِما على كل هذا الضياعِ أن يكون من نصيبي، فكرتُ لولهة
أنَّ لو للعالمِ حصة ضياعٍ واحدة لأخذتها أنا وعاشَ أجمعُ الناسِ بخير
مُحبتي، مُحبك ليس بخير إنَّ الضياعَ يؤرقهُ
طابَ مسائُكِ.