- إنني أؤمن بالهدوء ، بالبُطء ، بكلّ ما يأخذُ وقتاً ، إنني أؤمن بالزمن ، مولع بالصبر والإنجازات البطيئة ، وإنني أيضاً أؤمن بأنّ كل ما يصعدُ بِسرعةٍ كبيرة يهوي بشكلٍ أسرع ، ولو لم أكُن أنا لوددت أن أكون مطراً بعد سنين جفاف ، أو ابناً بعد سنوات انتظار ، أو ضوءاً في آخرِ نفَق، لَودَدتُ أن أكون نصّاً أدبِيّاً لم يُنشَر ، و لما وَدَدت يوماً بأن أكون روما فلا طريق تؤدّي إلي سِواي ، أنا والد أحلامي وأمها .
"نحن الذين لا نقول كلاماً مهمّاً بالعادة، طبعاً
بالنّسبة للمثقفين والسياسيّين وأصحاب الشّأن
الكِبار، نبحَث عن أحلامنا في الرّكام، منشغلون
بأشياء صغيرة -قد تكون تافهة- لكنّها تهمَنا.
نحن الذين نفتح أعيننا كلّ صباح على أحداث
أكبر منّا جميعاً، وفي آخر النّهار نُلام، نحن،
سلسلة غير منتهية من البشَر المنتهية صلاحيتهم
في مقياس هذا العالم للبشر.
ليس مهمّاً أن تُبرّر، أن تُبدِيَ استياءك، أن
تُرحّب، أن تُعرِبَ عن اطمئنانك وسلامك، ليس
مهمّاً البتّة، إنّك فقط تُسرِف في استخدام طاقتك
فيما لا يُفيد، كُلّنا فعلنا ذلك يوماً، لكنّنا وبعد
مضيّ ما مضى اكتشفنا كم كُنّا متسمّرين في
أماكننا نُكثر اللغو فيما كان بإمكاننا أن نجعلها
أماكننا بالصمت.
في خرَاب هذا العالم يا صديقي أصبحت أُتقن
عدداً من المهارات أوّلها التراجع إلى الخلف،
أصبحت أجيدُ ضحكتي الصغيرة في كوب القهوة
التي لا يطلبها أبي إلا مني، في نكتة سامجة من
صديقٍ جُل ما يصنعه أنه يتذكر نكاته السامجة،
في إقحام الابتسامة على وجه من أحب، في وجه
الطّبيب العجوز الذي لم يملّ منذ خمسين عاماً
الكلمة الحلوة، أنا في خَراب هذا العالم أصبحت
أعرف مساحتي الضيقة واكتفيت بأن
أحاول تزيينها بيدي."
نحن الذين إذا قرأنا نصًا وأدهشنا نودّ التهامه،
ننظر إليه وكأنّه تحفة فنية أو نظرة أُم لِوليدها
الأول، نضعه في كلِّ مكان.. لو كان بإمكاننا
بروزّتهُ لبروزّناه وأدخلناه في أحلامنا ليُصبح
بطل الأفلام التي نراها، نحن البسطاء الذين
تُفرحنا كلمة ويجرحنا صغير الشوك.
Ignore User
Both you and this user will be prevented from:
Messaging each other
Commenting on each other's stories
Dedicating stories to each other
Following and tagging each other
Note: You will still be able to view each other's stories.