تَكتُم

تقلّصت عدد المرات التي أزور بها صفحتك،
           من خمساً وخمسون مرة إلى عشرون فقط، رأيت آخر ظهور لك خمسة عشر مرة إلى الآن، إسترقت النظر لصورتك أول صحوتي، في أثناء شرح الدرس، حين تناولت وجبة الغداء، تناولت وجهك معها، أديت الصلاة ودعوت لك وطالعتني صورتك، حين قمت بتنقيب حبات"الكشمش"مع والدتي، تذكرت أنك لاتحبها، صنعت لي شطيرة بالجبن وتذكرت قميصك ذو اللون الأبيض، صورة لك وأنت عاري الصدر أقامت القيامات في قلبي غيرة، قمت بتخيل أمرأة بمحاذاتك لأصفع نفسي بشيء يجعلني أكرهك، كان ما خرج من فمي بعدها هو "ياروحي " ، سمعت كل الأغانيات التي أهديتني أياها، والتي لم تُهدني، كانت قائمة هاتفي بأسمك، قلبي بأسمك، عيناي بأسمك، ياللهول، أنني أبلي حسناً في نسيانك، سيلزمني عامين أيضاً لأحاول الهروب من ربع ربع ذكراك اللعينة ".

مقامُ البحرِ
          حيثُ الحُزن يافرحي
          هو البهجة!
          هُنا…حيثُ الحنين إليك 
          وجَدّ بالِغ أوجِه!
          لِقاء وصولِلها لِلشط
          تَدفعُ عُمرها الموجة!

أشتريتُ في حياتي 5 نظاراتٍ شمسيّة نسيتُ أين نسيتها، أضعتُ بطاقتي الشخصيةَ 4 مراتٍ نسيتُ اني نسيتها، و لولا المعاملات الحكومية لم أعرف حتى الساعة، خرجتُ من منزلي بكاملِ ثيابي وحذائي اللامع كوجه صفيق ونسيت جاكيتي 3 مرات، عزيتُ صديقتي بوالدها المتوفي 8 مراتٍ وكل مرةٍ أنسى أنه توفي عام 2008، ونسيتُ مفاتيح منزلي 19 مرةً وشتمتُ كل ما يخطرُ ببالكَ وانا على البابِ دونَ مفتاحٍ، أنسى 1171 تفصيلاً يومياً ولا أنسى عدد شاماتكَ أو شعيرات رأسكَ وتقاطيعَ وجهكَ، وكلمةً مرت قبل عامٍ، أذكر رقمكَ الوطني الذي لمحته مرةً، و أسم جدكَ الأكبر، أنا معجمك، تاريخكَ، بريدكَ، أنا الساعي، و أنت نسياني، و ضياعي ..

صليّلي 
          وأدعي كتيّر 
          الله كبيِر
          ✨

‏تروح وتجي الايام
          ‏الوليلك ، بكل الرازقي الميت على شبابيج امس
          ‏والدنيا تمطر ليل ، اكلك نام
          ‏مامش كلشي بالشباج
          ‏غير الريح ، وطير بعيد 
          ‏ما يرضاش يحط ببلاد
          ‏طير مصوب بكلبة الزغير ومشتهي بغداد
          ‏اميرة كل مدن الله
          
          ‏مظفر النواب

”الحياة يا إلهي عبءٌ ثقيل ولولاك لأمسكَ كلٌ منا بيد الآخر رجالاً ونساءً وذهبنا لنلقي بأنفسنا في هوةٍ سحيقة مالها قرار لنتخلص مِن الحياة .. لكِنك موجود وأنتَ يا ربنا الفرحة والعزاء وحامي المقهورين“
          - نيكوس كازانتزاكيس

‏أنا من الجنوب،
          ‏حيث روحي تشبه هذه السهول كثيراً : شاسعة بشكل ممل وكئيبة
          ‏وهشة جداً .. 
          ‏بضربة معول واحدة يمكنك أن تصنع حفرة فيها
          ‏روحي كانت مثالية لأن تصبح مقبرة
          ‏لولا أنكِ تركدين داخلها : كالمياه الجوفية
          ‏كلما حفروا قبراً : تدفقتِ في وجوههم
          ‏فيحملون الموتى : ويغادرونني.
          
          ‏-ميثم راضي

إحمل لبلادي
          حين ينام الناس سلامي
          للخط الكوفي يتم صلاة الصبح
          بإفريز جوامعها
          لشوارعها.. للصبر
          لعليّ يتوضأ بالسيف
          قبيل الفجر
          أنبيك عليّاً
          ما زلنا نتوضأ بالذل
          ونمسح بالخرقة حدّ السيف
          ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف
          ما زالت عورة عمرو بن العاص
          معاصرة وتقبّح وجه التاريخ
          ما زال كتاب الله
          يُعلّق بالرمح العربية
          ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء
          يؤلّب باسم اللّات العصبيات القبَلية
          ما زالت شورى التجار
          ترى عثمان خليفتها
          وتراك زعيم السوقية
          لو جئت اليوم
          لحاربك الداعون إليك
          وسَمّوك شيوعياً
          يا ملك البرق الطائر
          في أحزان الروح الأبدية
          كيف اندس كزهرة رؤيا
          في شطحة وجد صوفية
          يمسح عينيه بقلبي
          في فلتة وجدٍ ليلية
          
          
          
          
          مظفر النواب

"سُبحانكَ كُلُّ الأشّياء رَضيتُ سِوى الذُّلْ، وَأن يُوضَعَ قَلبِيَ في قَفَصٍ في بَيْتِ السُلطانْ، وَقَنِعْتُ يَكونُ نَصيبي في الدُنيا، كَنَصيبِ الطيرْ.
          ولكنْ سُبحانَكَ حتى الطيرُ لها أوطان، وتَعوْدُ إليها وأنا ما زِلّتُ أَطير، فهذا الوَّطَنُ المُّمّتَدُ مِنَ البَحْرِ إلى البَحْر، سُجُوْنٌ مُتَلاصِقَة . . سَجانٌ يُمْسِكُ سَجان!"
          
          • مظفر النواب '