أعيش أطيب أيام حياتي قط.. أنام قريرة العين رغم الامتحانات التي تسبب لي الأرق عادة، اطالع وجهي المبتسم في المرآة كل يوم، اشعر بحلاوة دافئة في كِلا لساني وروحي وتبارك لي الأصوات -البشرية أيضاً- طيب مطلعي وعظيم سعادتي.
لكن ذلك الصوت الذي يندد بإنتزاع كل ما هو محبب إلى قلبي.. يرعبني، ترعبني فكرة يحشوها قهراً في فمي كطعام فاسد.. أنه حلم طويل فقط، ولابد من فاجعة الاستيقاظ.
سألني أحدهم اليوم: أي نوع من الموسيقى تفضلين؟ عندما أخبرته أني لا أفضل أي منها، رد علي: إذا لا يمكنك اختيار واحد، حسنا، إذاً هل لديك فرقة مفضلة؟أغنية مفضلة؟.. اخبرته أن لا، استغرب وقال: هل تستمعين عشوائياً إذاً؟
بل لا استمع يا حبيبي، لا استمع ولا افضل ايًّا منها. اكرهها. بكل أنواعها.
لا يزال وجهه لحظتها يضحكني.. وكأنني أخبرته أنني أعيش دون اكسجين أو على الطاقة الشمسية
وهذا محزن... محزن ومؤلم. متى تجذرت الموسيقى في قلوبنا وعاداتنا حتى أصبح عدم الاستماع لها شيئاً.. غريباً؟