علي

نحنُ لسنا في قارتين مختلفتين، 
          لا تفصل بينَنا مُحيطات 
          لكن كُل خطوة نحوك تشبه عبور عمر كامل من الإنتظار 
          أشتاقُكِ بحنين، 
          أبحثُ عنك في فراغ مُزدحم بالناس 
          لكنَّهُ خالٍ منك!
          أراكِ قريبةً بما يكفي لجلب النور 
          بعيدة بما يكفي لنومي وحيد في العتمة
          فلسفة الغياب القريب، تجعل من كل لقاء متوقع، عيدا 
          وكل فراق قصير، غصة طويلة المدى.
          اؤمن بك، و بنا
          لكن أرجوك، لا تطل الغياب ولو على بعد شارعين 
          فالمسافة لدي ليست بالأمتار 
          بل بعدد الشهقات الثقيلة وأضطراب القلب
          أخبريني،
          كيف يمرض القلب من الاشتياقات المؤجلة؟
          كيف للروح أن تُجرح من لحظة صبرٍ واحدة لا تُكافأ بحضن، 
          وتستمر هذه الاشكالية المُريبة بطحن خاطري فأنا صبيٌّ لا يفقه الحب عبر المسافات!
          بلا وداع الصباح الى العمل، بلا طهو طعامك المفضل او غير المفضل
          بلا استقبالك حين عودتك بلهفة الصغار 
          بلا سهرات سَمر الأصدقاء معك 
          بلا قُبلة المساء!
          ولا تخف يا حبيبي، فـ ها أنا انتظرُكِ بكل رفاهيَّتي، بكُلِّ جنوبِيَّتي
          انتظر اليوم 
          أنتظر بعد غَد 
          أنتظر للأبد

لقد تساوت الأمور في عيني 
          بعد كل ما حدث وكل محاولاتي
          طيلة الست سنوات الماضية
          والتي اظهرت بجدارة عدم قيمتها
          الأن انا فارغة منك تمامًا
          لا شيء لك عندي
          لقد استنفذت كل محاولاتي في ابقاء ما بيننا على مساره
          في كل محاولة فقدت جزء مني
          حتى بدوت لا اشبهني.
          اليوم وأنا مستلقيه أفكر
          كيف بأمكاني التفكير بمستقبل من دونك؟
          خطر في بالي بعض مما خططنا له
          قبل رحيلك
          حين نتزوج
          شكل اطفالنا، حيت اخبرتني أنك تود لو انهم يمتلكون عيون أمهم
          أي خطيئة ارتكبت حتى لا تتمكن ارواحهم من ايجاد سبيل في هذا العالم؟
          في أي سرداب مقفر اضعت أيامًا من عمري وفي أي مكان سأجدها؟
          أن لم تستطع ذكرياتك شفاء ولئم الجروح التي تسبب بها حبك
          فأنك جرح سيظل ينزف في قلبي مهما حييت.

أُماه
          طرزيني في وسادتكِ

مرحبًا لك وحدك
          أردتُ الحديث فأحسست بالعجز أيضًا،
          كل المشاعر التي اعتدنا أن نتشاركها أصبحت لي وحدي الآن،
          أخرجها من قلبي كل ليلة لتقضي الليلة مكانك ثم أجمعها صباحًا وأكمل حياتي كأن شيئًا لم يكن.
          أجاهدُ نفسي احيانًا لتلافي سماع أغانينا
          لكنني أفشل فشلاً ذريعًا في نهاية اليوم.
          لا أعلم إن كان مقدرٌ لنا أن نجتمع ثانيةً أم لا
          ف لا يسعني إلا أن أقول..
          أحبك

على قلبي
          ايها المطر 
          لا على الطريق

بعدها بأسبوع
          في غرفة باردة
          بغصّةٍ في الحَلقِ
          أقرأ رسالتها
          في هذه الرسالة
          تقف الحروف عزلاءَ
          كقلبينِ مُتحابّين.

خاَف باچِر
          تسمَع انه ميَت
          چنَت أحبَك ..