خمس سنوات، من العيش على الذكريات والضياع، والأيام الماضية، وتجميع الرسائل المُبعثرة، آهٍ يا صديقي العزيز، صديقي الفقيد، أشتاقك، وأودّ الوصول إليك، دقائقا معدودات، أقول لك كم أنا مُتعب، وكم أنّ الثّقل على قلبي لا يُزاح، وأني مُنهك من الركضِ في طريقٍ يكاد لا ينتهِ، وأودّ إخباركَ بتفاصيل يومي، وأنّ الشّجر أخضر والسّماء زرقاء، ورُبّما أشرح لك أشواقي لك، وأُفسّرها بالفقد، وأصرخ لك أنّي مُشتاقٌ مجنون، وأنها كانت كخمسينِ سنة، وأنّك مازلتَ في قلبي ولم يجرؤ أحدٌ على تخطّي حدودك، أو حتّى النّظر إلى مكانتك، بعيدٌ عنهم وعني، وأشتاقك، وأشتاقُ للأحرف والسّهر وضحكات الليل الهامسة، الشّعر والكتابات والآراء، والكلام، والإفصاحِ عن كلّ شيءٍ، آه على الإفصاح، صديقي الذي مات قبل أن أُخبره كم كان صديقي، الذي مات قبل أن أُخبره بكم أُحبّه أكثر، لا بارك الله بالمرض، ياصديقي، رحمك الله، رحمك الله وجعلك في فردوس النّعيم، وجعلك شهيدًا اللهم آمين، صديقُك الوفي ، والأول، والأخير في هذا العالم الرقمي، مازال يُحبّك.
غفغف يا مرمر، غفغف...
تعلم، حاولتُ بكُلّ شيء فيّ ولم ينفع، حاولت أن أكون الدّواءَ لكنّ عالقٌ في دور الضّحيّة، وحاولت كسر حاجزٍ بل حواجزاً بيننا، فبنيتَها، حاولتُ أكثر من طاقتي، حاولتُ أكثر من قُدرتي، حاربتُني لأجلك فمعي..حاربتني، ولا ادري ايّ بابٍ أطرقُ، فكلّ أبوابِك باردة، طردتني، لقد مضى على الماضي سنينٌ، لكنّك بين الأمس واليوم متعلّقُ، فماذا أفعلُ؟ إنّني بشر وطاقتني تنفدُ، لستُ الصّخر لسا الملاك الذي تعتقدُ، ألا تظنّ أن الطرق الكثير آلم إصبعي؟، وأنّ الوعود المُلفّقةٍ خدشت مدمعي؟، وأنّ جعلك إياي اشعرُ بالذّنبِ دوما يؤلمني، لستُ الملاك الذي تظنّني، أنا بشر وأنت الذي يعرف حِدّة فاهي، فلا تستغلّ طيبتي، إن عقارب السّاعةُ تلدغ أكثر من عقارب المُحيط الذي جعلتني أغرق فيه، مُحيط التّلعق تعلمتُ الإبحار فيه، لن أعود شخصاً قد عرفتَه، خسرتني آلافَ المرّاتِ والآنَ مرّة، لا تكتب، ولا تندم،إنّما شاهد وديعكَ الصّغير..يتحوّلُ.
توّفيَّت جدّتي، ولم يُعلّمنا أحدٌ كيف نُرثي الشّمس، فكيفَ أرثيكِ يا جدّة الدُّنيا؟
لن أُخبرك أنّ ياسمينَ شُرفتِك حزين، وأنّ الغُرفةَ التي ملأتيها بضحكاتكِ يوماً جُدرانها تبكي، وأن السّماء في حداد، وأنّ الخريفِ ليس يجولُ الدّنيا بل في قُلوبنا، لا، لن أُخبركِ أن الصّفصافَ الحييَّ صار باكي، سأكذبُ وأقولُ أنّنا تقبلنا أنّك في مكانٍ أنقى، لا، لن أُخبركِ أن درجَ المبنى كئيب، أو أنّ الحيَّ كلّه يبحثُ في غيابكِ عن شيءٍ جميل، لا، لن أقولَ لكِ أن الغطاءَ الذي تلحفّته كثيراً يشعرُ بالبرد، أو كونَ كوبكِ المُفضّل عَطش، أو حتّى التّوتَ الذي صار بلا لون، وأنّ قُبلَ الجبينِ تبكي، والسّكوت في الفراغِ الذي تركتيهِ لنا يحكي، يحكي أشواقاً كثيرةً، وأياماً ماضيةً، وذكرياتٍ صارت باردة، وصوراً تحكي قصصاً لن ترويها مُجدّدا، سأصمتُ ولن أُخبر أحداً كم كُنتِ جميلة، وكنتِ للبهاءِ والرّقيّ صديقة، لن أُبالغَ في وصفِ لُطفكِ لكن ما شأني أنا؟ لقد كُنتِ غيمة، خفيفة خيّرة ،ماطرة ولبيبة، لن أصفَ خدودَ الجوريّ ولا شفاهَ الكرز، لن أتحدّث عن نعومةِ القُطن فيك، ولن أتحدّث عن نجمتينِ تركتا السّماء واحتلّتا عينيك، لا، لن أحكي عن النّقاء الماسيّ، ولا أنّك فوقَ المعايير لستِ شيئاً عادي، لن أهمسَ في أُذنكِ أنّك تركتِ مكاناً كبيراً، فجوةً لن تتسع فيها حتّى الذّكريات والأحلام، والأملُ توسّد سريرَ الألمِ مُشتاقاً لكِ أيضاً، لن أُخبرك شيئاً، اطمئِنّي، سقينا الياسمينَ اليابسَ...بدموعنا.
هل نصّي يا جدّة الدّنيا يليقُ بكِ؟أم أنّ لُغتي البسيطة لا تكفي وصفكِ؟سامحي تعثّري في الأحرفُ، فأحياناً البكاءُ أسهل من كتابةِ شيءٍ يستدعي البُكاء، فسامحي ضعفي أمام غيابكِ، وقلّة حيلتي.
يا برنامَجي البُرتقالي، يا حُزني الأبدي، أحلامي واصدقائي مدفونة فيك، الوضع يلي وصله يزعل..
مثلية
عنصرية
طائفية
الأحاديث الجنسية
القرف الزبالة
كلهم هنا...
يا برنامجي المفضل، وياصديقي العزيز، اعتذر عشان وجودك تغير سببه! ولأن هدفك الحقيقي ضاع، وكُتابك العظماء اختفوا وهربوا، هربوا من القذارة المنتشرة ، والبنات الفلتانة، والشباب الجبناء
هربوا من الجيل الجديد، الي بخاف يعبر بدون جواله
يا بُرتقالتي المفضلة، شونوع القصص يلي بدي احكيها لأحفادي؟
يا برتقالتي، اعتذر لان صارت الشتايم عادية
والمثلية تحضر
النسوية قانون
الالتزام الديني تخلف
الحرام صار تحت مسمى حرية شخصية
اعتذر يا وطني، بوعدك ما جيب ولاد لحتى تنصلح
خايف يا وطني، ويا برتقالتي، موت، ويقولوا ولادي ليش ما ولدنا باوروبا.
اسف يابرنامجي المفضل لاني باحد الايام كنت اعمى..
اسف.
Ignore User
Both you and this user will be prevented from:
Messaging each other
Commenting on each other's stories
Dedicating stories to each other
Following and tagging each other
Note: You will still be able to view each other's stories.