مِـيريـليَــــــا

صباح يوم السبت، ١١:٠٤ صباحاً، الحادي عشر من ديسمبر.
          
          《عزيزي، يا من أكتب له دائماً، يا من أفكر فيه في كل وقت وفي كل مكان، كيف حالك؟ 
          عزيزي، أشعر أنني أتلاشى، أشعر أنني في أواخر أيامي، أشعر بالقلق يتسلل لأعماقي كلما فكرت في هذا الأمر، أحاول كثيراً عدم التفكير ولكني أفشل، أفكر فيه كتفكيري فيك دائماً
          لا أعرف ما السبب، أتعرف أنت؟
          كل الحب، شخص يحبك سِرّياً.》 
          

[هي تعرف جيداً أن ما تفعله لا يجب أن يُفعَل مع أشخاص كهؤلاء، هي فقط تحاول إعادة العلاقات بينهما كما كانت في البداية، وإن فشلت.. فهي حاولت، وفي النهاية هم لا يستحقون أي شئ] 

{إنَنِي أُحَاوِل جَاهِدًا أنْ أجْعَلْهَا تَبْتَسِمُ، أعْرِفُ أنّه مِن الصّعْبِ فِعْلُ ذَلِك، فَلَقَد تَعَرَضَت لمَتَاعِب الْحَيَاةِ العَقِيمَةَ أكْثَرَ مِنْ أيِّ شَخْصٍ آخَر، فَقَد فَقَدَت أصْدِقَاءَهَا، جَمَالَهَا، حُرّيَتِهَا، شَخْصيَتِهَا، قُدْرَتِهَا عَلَى الْحُبِ، صَفَاءِ ذِهْنِهَا وَحَتّىَ سَعَادَتَهَا، كُلُّ ذَلِكَ كَانَ كَافِيًّا جِدًَا لجَعْلِها تَفْقِد ابْتِسَامَتِهَا لِلْأبَد، ولَكِن مَا زِلْتُ أُحَاوِل، لَعَلّي أقْدِرُ عَلَى إعَادَةِ إبْتِسَامَتُهَا الصّافِيَةِ والْمُحَبَبَةِ إلَى قَلْبِي أكْثَرَ مِن أيّ شَئ آخَر، لَطَالَمَا كَانَت هِي مَصْدَرُ إِبْتِسَامَتِي أَنَا، هِىَ لَا تَعرِف أنّ هُنَالِك أشْخَاصٌ يَعِيشُون عَلَى رُؤيَةِ ابْتِسَامَةٍ مِنْهَا، يَتَنَفّسُونَهَا.} 

حسناً، فتاة كانت تعرّف بداخلها أنها ليست سيئة أو قبيحة أو خجولة أو حتى انطوائية، لقد كانت تحاول أن تُظهر لمن حولها كل صفاتها الحسنة حتى يُغيروا الفكرة التي أخذوها عنها كأنها انطوائية وتعاني الكآبة وليست مرحة، كانت تحاول، تحاول ولكنها لم تستطع..
          
          لقد كتبت {أعتذر حقاً لنفسي أنني لم أستطع إظهار حقيقتها الجميلة للعامة، ولكن أقسم انني حاولت، وفشلت.. يكفي أنني أعرف حقيقتكِ أيتها الحسناء وأعرف انكِ أروع شئ خُلق في الكون، انتِ الأفضل وأنا أحبكِ، ألا يَكفي هذا؟.}

لقد كانت فتاة ليست بالكبيرة لكي تكون حاملة للهموم كما هو حالها، ولكن كل شئ حولها كان يجعلها كبيرة حتى لو بدون قصد، لقد كانت تعيش أحوالاً غريبةً بينها وبين نفسها، ولكنها كانت تقاوم، حتى أدركت في مرّة أنه لا فائدة من كل تلك المقاومة، لأن هذا هو قدرها ولا يمكنها تغييره، عليها التعايش معه وعليها أن تعلم أنها ستعيش حزينة هكذا الى الأبد، لقد استسلمت..
          
          ولكنها كانت مُخطأة.