gvdgjknbg45
وكأنها لعبة خداع من الزمن، وكأنّها لحظة غير حقيقية تتسلّل إليّ من وراء السنين. "خمسة وعشرون عاماً؟!" أحقاً هذا هو عمري الآن؟ كيف يمكن لرقمٍ جامدٍ كهذا أن يقفز أمامي ليعلن بأريحية باردة أنه أصبح لي ربع قرن من العمر؟! أذكر جيداً تلك الأيام، كانت الأيام تتراكض في وجهي بين مدرّجات الجامعة، بين أكوام المحاضرات، الشيتات، الأوراق المتناثرة، والأسايمنتات المتراكمة. كنت أجري وألهث، كما لو أنني أطارد حلماً بعيداً؛ وقتها، كانت المسافات بين الأيام أكثر وضوحاً وأكثر رحابة. أتذكر جلساتنا الطويلة خارج قاعات المحاضرات، حين كنّا نختلس لحظات من الزمن، نسرقها كي نضحك ونأكل، كأنّنا نملك كل الدهر بين أيدينا. كنا نغزل أحلامنا بصحبة الأصدقاء ونعيش في فلكهم، وكأننا ندور في مدار آمن، لا نهاية له. كنا نهرب من ضغط الدراسة نحو مساحات صغيرة، لكنها واسعة بما يكفي لتسع أحاديثنا وضحكاتنا. لكن الآن... أين ذهبت تلك الأيام؟ كيف تلاشت هكذا، تاركةً في قلبي فراغاً مشوباً بحنين مبهم؟ -غيمة