الترياق والسم
الليل يطبق على الحي مثل غطاء ثقيل أصوات الرصاص تتردد من بعيد ورائحة البارود تختلط بعرق المقاتلين
كان ياماش واقفا في منتصف الأزقة يده على صدره يضغط على جرح لم يلتئم.... عيناه حمراء وصوته يختنق بالغضب : بابمن اولو احياناً أشعر أنا السمم.... صالح كل ما ألمسه يتحول إلى موت... كل من يقترب يحترق
صالح يقترب منه بخطوات ثابتة رغم الدم الذي يغطي ذراعه هو الآخر : وأنا يا بابمن اولو الترياق ل أنت السمم الذي يفتك بنفسه قبل عدوه... وأنا وحدي من يستطيع أن يوقفك
يضرب ياماش الجدار بقبضته بعنف الدم يتناثر : ماذا أن أذيتك أذيتكم جميعاً
لكن صالح يمد يده صوب ياماش لكن الاخر ادار وجهه ليحاول مجدداً يمسد بكتف ياماش يثبته رغم مقاومته ينظر في عينيه مباشرة : أنا علاجك... حتى لو مت
بسرعتك
في تلك اللحظة يظهر جومالي من الظلام يصرخ غاضبا بالاثنين بعدما سمع حديثهما : كفاكم! كلاكما سم حين تجتمعان ولا تريان ما تتركان خلفكما !
يندفع نحو صالح يمسكه من ذراعه ويبعده خطوة أنت ترياق لياماش نعم... لكنك سم للعائلة كلها حين تفقد عقلك
يتنفس صالح بعنف يشيح بوجهه بينما ياماش ينهار على ركبتيه الدموع تختلط بالدم جومالي يضع يده على كتف ياماش يهمس: أنا ترياق سمك يا ياماش..... وأنت ترياق ضعفي... لكننا معًا؟ نصبح سما للعالم .. وانت ياصالح رغم انزعاجي منك .. لكن اسوء ترياق لي .. كالدواء المرر الذي يدخل احشائك ليعالج ألمك من اول جرعة
لحظة صمت ثقيلة صالح يمد يده ثانية هذه المرة لا ليقاتل بل ليرفع أخاه عن الأرض جومالي يضع يده الأخرى فيرتفع الثلاثة ببطء... كأن السم والترياق امتزجا لا لينفصلا بل ليكملا بعضهم رغم التناقض.