
harbyjimina
*حَنونٌ لا يُسمع، حَنونٌ كُسر* كانت الشمس تمشي على إستحياءٍ، وصوت بكاءٍ خافتٍ أنسل من بابٍ فُتح على عجلٍ، نظرت... فرأيتها، جارتنا، عيناها مبللتان، أنفاسها مضطربه وحضنها يضم طفلةً لا تهدأ. نسيت محاضرتى، وبيتي، والزمان، وركضت نحوها دون سؤال، قلبي سبق قدمي، كأن شيئاً من داخلى دفعنى نحوها "أهدئي..... انا هُنا" جعلتها تجلس، ووضعت يدا على كتفها، وأخرى على الصغيره، كنت أمسك الارتباك بيدي، وأطمئنها بكلماتٍ مرتجفه من الخوف، لا أدرى ما أفعل... لكننى أردت ان أكون طوق نجاتها. نصف ساعه من البكاء والعجز، والنصف الأخر من الخوف والارتباك، ثم أخيرا وجدت المال أسفل الوسائد، وقالت لى بصوت منكسر "ساعديني، ارجوكِ" هرعت الى الخارج وكل ما يدور فى عقلى، دواء للطفله، دواء للطفله كل شئ كان فى سباق، رأيت دموعها ودموع طفلتها فى مخيلتى ولم ألحظ أخي الذي رأنى، ومررت من جوارهِ وكأن من تحتاج للدواء هى طفلتى انا لكن... حين عدت، وجدت صدمةً لا تُشفى. هاتفى يصرخ برسائل الغضب، وصوت أمي يوبخنى "أين كنتى؟!، تمرحين!!، لما لم تذهبي لمحاضرتكِ!!" ثم أغلقت تركتنى فى الشارع أحمل الدواء فى يدٍ ودمعةً فى الأخرى عُدت للبيت وفي إثري الجاره... جاءت لتشرح، لتعتذر لكن أبي لم يسمع لم ينتظر حتى تنتهى القصه "حقيره!" قالها وهو يرميني بكلماتٍ كالحجارة، أو أشد قسوه "لا تعليم بعد الأن!، ولن تخرجى من المنزل!، وستخدُمين فى المنزل كالجاريه!!" كأنني لم أكن إلا عاراً يمشى على الارض، وليس أبنته كأن طيبتى كانت وصمه عارٍ عليه ولا مغفره لها لم يسألنى "ما الذي حدث" لم يرَ ذات الثمانيه أشهر ولا للآلئِها التى تُذرف من ألم المرض، ولا للأم التى أرتدت رداء القلق والحزن ولم يرانى إبنه صالحه بقلب حنون كل ما رآه أننى اتسكع عند جارتنا ولا اذهب لمحاضراتى، ولم يرَ أننى ذهبت لها بقلبي لا بقدماى أنا.... حَنونٌ لا يُسمع أنا.... حُنونٌ كُسر جناحهُ أعيش بين من يظنون الطيبه سذاجه وأن الرحمه ضعف وان البخُل نُصح وأن الفتاه الجيده.... لا تتحرك إلا بأمر لكننى لا أندم ولو عاد بي الزمن سأحمل الصغيره فى حضنى مره أخرى وسأجرى... حتى وإن جازفت بمستقبلى وسعادتى لأنى أؤمن ان الله سيرد طيبتى لى فى أطفالى، وسأجد المساعده عندما إحتاجها