تصادفني بكثرة مؤخرًا المقولة المنسوبة للعقاد بأنه يقرأ لأن حياة واحدة لاتكفيه والتي ظننت أنها تمثلني جدًا حين قرأتها لأول مرة
الحقيقة أنني أقرأ لأنني أخشى بشدة أن أكون حمقاء غير قادرة على عيش الحياة بأصح وأفضل صورة ممكنة وأن شيئًا من هذه الحياة شديدة الوسع سيفوتني حتى وإن مرّ تحت أنفي، لذا أتوق للاطلاع على حيوات عديدة، أتلصص على أفكار وتصورات الآخرين لأعرف أين أضع عيني حين أفتحهما، كيف أستخرج الجمال وأصنعه، أو على الأقل كيف أنجو بأقل الأضرار وأخففها وكيف أكون أكثر قدرة على تخفيف الأعباء
والأهم كيف أتجنب الأخطاء القادرة على تدمير كل ما هو ممكن
كلما غمرني هذا الشعور يغمرني معه إحساس بالذنب ودافع لإفناء عمري مع القرآن
إذ كل دليل لمعرفة الطريق لا يساوي شيئًا أمام دليل من كلام الله إن هو فتح عليك في الفهم
بعدها أعود لأفكر أن الاستراحة، فكرة الحذر الخاصة بنيتشه، وكذلك فكرة العزلة وقيام الليل في الإسلام كلها تصب في صالح حاجتنا للحركة
فبالنظر لفكرة المبالغة في الجري في مكان واحد بأنها شكل من أشكال التوقف، نجد أن إزاحة أعيننا عن الوحش والهاوية، عزلة المصطفى ﷺ قبل نزول الوحي للتأمل في خلق الكون، وعبادة قيام الليل لتشرب معاني الوحي بصورة أعمق كلها صور من الحركة في اتجاهات أخرى من اتجاهات الكون الفسيح للتحرر من أن نعلق في مكان ومعركة واحدة
القطعة الثالثة والمحفزة لطل هذه الثرثرة حوت مقولة لنيتشه:
"احذر وأنت تحارب الوحوش
أن تتحول أنت نفسك إلى وحش
فعندما تحدق طويلا في الهاوية
فإن الهاوية تحدق فيك أيضًا"
أول ماخطر لي أثناء تأملي لفكرة نيتشه هذه بحثًا عن تأكيدات لها كانت فكرة العزلة النبوية قبل نزول الوحي وكذلك أمر الله عز وجل للنبي ﷺ وصحابته الكرام بداية الدعوة والإيمان جديد بقيام الليل قدر استطاعتهم، هذان المثالان تأكيد لفكرة نيتشه بحاجة الإنسان للحذر أثناء خوض معركة ضد ما يخالف عقيدته، ضرورة أن يعود لمنابعه الأصلية فيجدد تشربه لمعانيها حتى لا يكتشف لاحقًا أنه أثناء انغماسه في المعركة ضد الظلام فقد الطريق إلى النور
ذكرتني المقطوعة الشعرية هذه -إن صحت التسمية- باقتباسي المفضل لهذه الفترة:
«جاءني قوم وقالوا إنهم قرروا التوقف حتى يعرفوا معنى الحياة. فقلت لهم: تحركوا دون إبطاء، فالمعنى كامن في الحركة»
طما ذكرتني بوصية اتخذتها شعارا لفترة طويلة مضت تقول: "لا يصل ملتفت"
@VesPer902
شفقنا اللطيف ❤️
لك وحشة ياصديق، أنا بخير حال ولله الحمد والمنة
استعرت هاتف أبي النوكيا ذي الأزرار وأخذت عطلة طويلة من سرعة الحياة لذا أعصابي قادرة على مدي بالأمل حاليًا، بشريني عنك أنت
- لاتقلقي قلبك وصل وقوبل بامتنان كثير-
هبطت علي سكينة نفاجئة منذ منتصف الليل، أفكاري مهذبة وهادئة، أتصرف فجأة كشخص صالح على قدر غريب من العقلانية، لا أرغب بضرب رأسي بالحائط ولا أنظر للشرفة كل دقيقتين بأفكار غبية
إنها النهاية أنا أحتضر بلا شك!
تحديث: لا زلت حيّة -كان يومًا أكثر من ممتاز والحمدلله-
يبدو أن جسدي قرر تجربة تأجيل القلق لنوبة واحدة أشعرتني بالهلاك، الفائدة المُكتَسبَة أن العذاب المركز على جرعة واحدة خير من المتفرق المخفف
@VesPer902
عار كنت أخطط لإخفائه حتى يختفي لكنني زللت XD
شاهدت الحلقة الأولى قبل فترة لكنني كنت أمر بفترة تكاسل فظيع وأشعرني نشاط الفتى البطل بالخزي والهرم لذا قررت تأجيله ثم... لاندري ماحدث