hi_hol

أحببني..
           
          أحببني بذلك السواد 
          الذي يُفرط عينيّ عَشِيَّة 
          أحببني بِإرتعاش أناملي
          وضعفي وهَلعي.. 
          أحببني بِبشرتي الشاحبة، 
          ليَس ذنبي! 
          قد سَرَقَ الحُزنُ لوني، مِني
          أحببني كما أنا..
          كما أنا، تَلتهمُ الكلمات قَلبي 
          كما أنا، يتآكلُ عَقلي مِن نَصّ 
          كما أنا، أنزفُ غيمًا عِندما أُجرَحْ
          أحببني كَمَرهم..
          وليسَ شريحة ليمون، 
          تُقرح جرحي بدلًا من أنّ تدمله
          أحببني بِـتِلك العظام
          التي تُحاذي رقبتي بِعدة سنتيمترات، 
          تِلك العظام التي تشبه..
          سيفا مُقاتلان متبارزان 
          أحببني فقد حارب بَعضي، بَعضي
          أحببني ولا تَخشى سيوفي 
          لا تَقلق، فهي لا تجرح أحدًا سواي.
          
          

لا تُربت المطرقة على كتف المسمار
          لتواسيه، بل لتدفنه..
          الشجرة نَبيٌّ مَصلوب أراد الاعتراض 
          على اتخاذ التوابيت الـٰهًا
          الورود الصناعية تتمنى لو يسقيها أحد
          ولو دَمعة! 
          الوسادة مَحشوة بالأفكار والدموع 
          يَعشقُ المَاء، زيتًا لا يَختلطُ فيه 
          كسرةُ الخبز نكتةٌ هزلية
          تكفي لإضحاك بطون عائلة مِن النمل
          وتُبقي وجه بطنك عابسًا
          أفكاري تتناثر كحبرٍ على ورق 
          يدي تَرتجف كطائرٍ يشعرُ بالبَرد 
          يدي تَرتجف كطائرٍ نَتَّفوا ريشه
          لِصُنعِ وسادةٍ لشخصٍ يأكلهُ الأرق
          
          مَن يحتَضنُ الطَائر؟ 
          مَن يُقَبِّل عَينيّ ذلك الشَخص؟ 
          
          في عالمٍ لا يُجيد سوى نتف الريش
          وصُنع الوَسائد. 

لم أكن هكذا..
          مُنذ نعومة أظافري 
          فعلت أكثر مِن ما تتوقع
          بين الورود، والأسنان 
          وصفحات الكُتب 
          في الخيبات والحزن 
          وحُجرة الضحك الضيقة
          في خوفِ هارب
          واطمِئنان مؤمن
          ورعشةِ الشجرة عند رؤية الفأس
          بحجة الرِيح
          في العناق، والفراق 
          داخل كوب قهوةٍ بلا سُكر 
          وبين سجائرٍ مُحترقةٍ بقلبِ عاشق
          في حواف الخواطر المَكسورة
          وأجنحة الخواطر المَجبورة
          في قصيدة شاعرٍ مات 
          دون أنّ يعرفهُ أحد 
          بين حروف كلمة "أُحبك" 
          عالقة في حنجرة أخرس
          في مشاعر قائدٍ..
          ربح الحرب وخسر عائلته
          فوق ظهر نملة 
          وتحت قدم فيل
          بين شفاه ابتسامةِ ناجٍ 
          ونَفسٍ محبوسٍ في رِئةِ غارق
          في رغبةِ ساعي بريدٍ 
          بأن يتلقى رسالةً مِن أحد
          في ثقوب الأبواب 
          المُغلقة في وجهي
          ودموع الغيمة 
          فوق البيوت المهجورة
          في عيون المارّة 
          ولمعة مُقلّ الأحبة
          بين الرسائل 
          والمقابر..
          في قلبِ الإله
          وبين الأظافر 
          التي أصبحت خشنة
          دسستُ قلبي.

داخل القفص يغني طائر أغنية الحرية ولكن بجناح مكسور فكيف سيهرب ؟
          وهناك مصيدة فئران ولكن لا فئران ستأتي لأن ليس هناك طعم ..
          وهناك سباق وبين الكلاب فهد ولكنه لم يركض لأنه ليس كلبا..
          وهناك أنا والأرق نتحدث دون صوت ولا إشارة ولكنني أفهمه وهو كذالك لأنه لعنة وأنا مصاب بها منذ ولادتي..
          ستزول اللعنة حين يهرب الطائر مكسور الجناح وتأتي الفئران الجائعة نحو المصيدة وأخيراً عندما يركض الفهد مع الكلاب نحو خط النهاية حيث لا نهاية ،حينها سيودعني الأرق فوق ضوء القمر..."

"تحت المنفى "
          
          رسائل الوداع مريرة يا سيدتي 
          ورائحة أحمر الشفاه علي شفتاك
          ورائحة عطرك النقي أيضاً 
          لا شيئ يستحق الندم سوى خيانة الرسالة للبريد يوما ....
          أرسلت لك مئات الرسائل ولكن قلبك كان يمزقه ساعي البريد، أين كنت أنا ؟ هل رحلت في برهة ؟ ام لم أكن هنا؟ أم أنه أغواك بما هو أكبر وأعمق من الحب ؟..
          في الرسالة القادمة أنتظر الرد الأخير والنداء الأخير من أجل العودة من قرار مأجل ، سأنتظر الرسالة ولو مرت سنين سأنتظر...
          لا تقبلي رسائلك ولا تلمسيها بعطرك حتي لا تشتاق ثيابي وربطة عنقي لتلك التفاصيل الصغيرة اللطيفة فقط غادري من عقلي وارحلي مع أول رحلة نحو العدم فقط أرحلي وغنى للنوى عني وأخبري للشفق عنا وألتمسي من الشمس عذرا حين وعدناها بأننا سنعود ولكننا لم نعد يوما ...."