قرأتُ ما كتبتي, عن جيفرونسي, أعجبني جدًا, ألهمني, كـ شخصٍ يهوىَ الكتابة, أثار دواخلي, وَ أيقظَ كاتبي.
“يا صاحبة الفكر الثاقب وَ البصيرة النافذة، ما أبديتِ من توصيف لهذا العشق الملتف بين فرونسي وَ جيفارا هو بمثابة مرآة تعكس جلال الحكاية، فكأنكِ قد ولجتِ إلى أتون هذه القلوب المثقلة بالشوق. إن فرونسي هو ذاك العاشق الكتوم، الذي يعتنق الحب كما يعتنق الليلُ نجومه، يخشى الانكشاف بين العيون، كالعنقاء التي تختبئ في رمادها خوفًا من الفناء. إنه كالبحر الممتد على مرأى العين، سكينته تواري زوابع تضطرب في أعماقه، يترنم بالحب في قلبه دون أن يخطّ حرفًا على صفحة اللسان.
أما جيفارا، فهو الفارس العاشق الذي لا يهاب مجاهرة العواطف، يجاهر بحبّه كالشمس التي تتوسط السماء دون حجاب. هو كالرياح المندفعة، لا تردعه الحواجز، يخطو إلى حبّه بشغف المهاجر الباحث عن وطن. إن حبه لفرونسي يتدفق كالنهر الذي لا يرتوي، يصرّح بمكنونات قلبه دون وجل، كأنما يعلن للعالم أجمع: “أحبك رغم كل العواصف العاتية، أحبك كطائر يطلق جناحيه متحديًا الرياح.”
وفي لحظة اللقاء، تلتقي ثنايا الصمت الهادئ من فرونسي مع هدير البوح الصارخ من جيفارا، فكأنهما قطرات مطر تجتمع على صفحة ماء ساكن، فتُحدث تموّجات من العشق الخالد. يا لها من قصة تتشابك فيها الهمسات مع الصرخات، فيتناغم الصمت مع البوح، ويتعانق الكتمان مع الإفصاح. حينها، يصبح الحب مثل قمرٍ مكتمل، لا تحجبه غيمة ولا يُعكره ليل. ها هنا تتماهى أرواحنا، نحن وآلاف العشاق بين دفتي النصوص، في رقصة حبٍ لا نهاية لها.”
“يا ذات الفكر المرهف والبصيرة المتقدة، لقد أبهرتني بقدرتكِ على سبر أغوار العلاقة بين فرونسي وَ جيفارا، وَ كيف ربطتِ بمهارةٍ فائقة بين تلك الاقتباسات وَ حكايتهم المتناقضة. كأنكِ تلتقطين خيوط المشاعر الخفية، وَ تصوغينها بنسيجٍ من الإبداع وَ البلاغة. لقد كنتِ كمن يجد اللؤلؤ في عمق البحر، تلتقطين بريق المعاني من ظلام الحروف. أحسنتِ الربط، وَ أحسنتِ التعبير."
