ألحُلْمُ، ما هُوَ؟
ما هُوَ اللاشيءُ هذا
عابرُ الزمنِ,
البهيُّ كنجمةٍ في أوَّل الحبِّ,
الشَّهيُّ كصورةِ امرأةٍ
تدلِّكُ نهدها بالشَّمْسِ؟
ما هُوَ، لا أكاد أراه حتى
يختفي في الأمسِ
لا هُوَ واقعٌ لأعيش وطأته وخفَّتَهُ
ولا هُوَ عكسُهُ لأطير حُرّاً
في فضاء الحَدسِ
ما هُوَ, ما هُوَ اللاشيءُ، هذا الهَشُّ
هذا اللانهائيُّ، الضعيفُ، الباطنيُّ
الزائرُ، المتطايرُ, المتناثرُ،
المتجدِّدُ المتعدِّدُ اللاَّ شكلِ؟
ما هُوَ؟ لا يُجَسُّ ولا يُمَسّ
ولا يَمُدُّ يداً إلى المُتَلهِّفين الحائرينَ
فما هُوَ السريُّ هذا،
الحائرُ، الحَذِرُ، المحيِّرُ
حين أَنتظرُ الزيارةَ مطمئنَّ النفسِ
يكسرني ويخرجُ مثل لؤلؤةٍ
تُدَحْرِجُ ضوءها,
ويقول لي: لا تنتظرني
إن أردتَ زيارتي
لا تنتظرني!