ixjktb

لا ينام السّجين

ixjktb

متى أتخلّص من هذا الضنك، وأحيا حرًا داخل الغرفة أو في الباحة، متى تخبو الشمس تحت شعري لتُدفأني كالأمّ الحنون، أو تربّت على ظهري فأنام على ظلها الثقيل؟
          
          متى يستقرّ القمر أمام نافذتي، أو على سطح منزلي، ويغنّي لي، ترانيمٌ وتهويدة، كلماتٌ رقيقة كنوره، ورائحة الفجر.
          
          كيف أفوز لهذه الدرجة، كيف أصل إلى الشمس أو أسحب القمر ؟ وأيُّ طريقٍ أسلُك؛ لأصل إلى نافذتي التي في منزلي؟

ixjktb

آملُ أنه ليس آخر فجرًا ولا آخر صباحاً، آملُ ألَّا تتكرر المأساة ولا حتى المعاناة.
          آملُ ببساطة أن أقدر على فعل أي شيءٍ، غداً، كالهواء الطلق أو العيون الواسعة، مثل إنكشاف الشمس على القمر أو إنبساط الورق على الطاولة

ixjktb

يحيا القلق فييّ وتموت الطمأنينة، يحيا الإضطراب وتموت السَّكينة، وكلما مات شيءٌ نقص جزءٌ مني، كالأحمق الطيب، كالمتبرع الأنانيّ، أمشي وتتناقص مني نفسي، تنقُص قيمتي وينقُص دمي، لا أستزيد من بئرٍ ولا آكل ما يزيدني، أنا والقلق كرفيقين الدرب، كأصحاب البيت، أنا والقلق وما لي سواه

ixjktb

نسيتُ أن أخبرك يا صديقي، يا رفيقي الحزين الذي لا يُفارقه الاكتئاب، أنّي سئمتُ، سئمت أركض خلف إسمك بين أصدقائي أو أصدقائك إن كنّا صادقين، 
          لا يُجيد نفعًا.. أيُ شيء.
          لا تصلك أيامي ولا رسائل البريد، كتبتُ العديد وبالفعل أُرسلهم.. لا ردّ؛
          ألا يُثير عقلك شيءٌ فييّ؟ أكانت كل تلك الصباحات هراء، هراء هراء هراء؟
          لا يعرفك العدل، ولا يعرف هواكَ، 
          ليس مهمًا! ليس مهمًا أن تُخبرني ما الأمر، أن أعرف أي شيءٍ! كأن لإسمي وجود!
          لا يهم، لا يهم، لا يهم.
          وذلك البلكون المُحبب لم تعد تطئهُ قدماي، فلقد رحلتُ، وسأرحل مجددًا عن رأسي وعن كلامي وعن ذلك العدل، لن يكن لإسمي وجودٌ في هذه القصة، في هذا الكتاب؛كتابي أو كتاب الشّغف، كُتيِّب الليالي الدفينة والأيام القليلة، سأرحل عن الورق الذي لمسَ يديك، ثمّ يديّ، سأرحل عن الأغنية المكتوبة بخطّ يدك، سأرحل عن نفسي إن رحلتُ عن كل هذه الأشياء.
          

ixjktb

أظن الأمر خرج عن نِطاق إستيعابك، لتستسلم فقط، أو لتتسكع في أطراف المدينة أو حتّى البلدة، إن وجدتَ قطًا يأكل فأرًا فلتحتفل لأنك لن تجد المزيد، لن يُوقفك أحد، لأن لا يسكن أحدًا هناك؛ في مثل هذه البلدة الغريبة، البلدة الأجنبية رغم عروبتها وعظمتها وعلوّ شأنها، لا تتسع لقدميك يا عزيزي، لا تتسع لمقاشع الحروف في حلقك ولا لبرودك الشّديد.
          في الحقيقة لا تودّ أي بلدةٍ أن تتسع لقدميك، لهذا الجسد المتبلّد و الهالة المملة، لتبحث عن مأوى أو أيُ شيءٍ تغفو فيه، أو تضع البازلاء (إن لم يكن عدسًا) فيه على الأرز الرديء وتمضغ، وتهنأ.
          
          البلدة الأجنبية رغم العُروبة.

ixjktb

أين ستختبئ! عندما يطاردكَ طيف الوعي؟ ويُنكر ما إعتنقته طيلة حياتك مُتمسكًا؟
          ماذا ستقول إن سُئلت ما اللذي جعلك تسلُك هذا الطريق؟
          هل ستُخبرهم بأنك مظلومٌ؟ أم ستقول أن حكايتهم غير منطقية؟
          بماذا تُجيب إن عَلَى صوتُ الذنب في رأسك وركعتَ مترجيًا السماء؟
          ما اللذي تحمي به نفسك عندما يُخبرونك أنّ السماء فارغة؟ 
          ما اللذي تتحججّ به أمام نفسك وأنت حتّى لا تعلم لمَن تركع!