ياليت الميم تسبق اللام
الم ، اشعر به يعتري فؤداي ، يدب به مع كل نبضة ،
اضمحلت ملامح السعادة من محياي ، ذبلت رموشي
فرسمت على وجهي ابتسامة مقلوبة ، صوت صرير
المروحة قد اخترق اذني قاصدا راسي ، تكاد اناملي
تتجمد من البرد ، وسط هذا الظلام الحالك اجلس
وحيدا ، عابسا انتظر وانتظر، لا اعلم ما انتظر، خط
هذه الاحرف واستلقى فوق سريره مغمضا على عينيه
راغبا بنوم عميق ، نوم لا استيقاظ بعده ، عند الساعة
السادسة كما العادة رن المنبه ، كانت الخيبة تغطيه
عندما رفع يده ليطفئه ، ليطفئ روحه معه ، ليبدأ يوم
روتيني ممل جديد...
غفوت تلك الليلة وكان شعور الاطمئنان قد نبثق
داخلي ، ينبثق ليبني كل خراب خلفته نفسي ، بعد كل
الليالي التي خضت فيها حروبا ضارية مع ذاتي ، بعد
المعارك الازلية بين قلي وعقلي ، كانت اولى الليالي
التي اشعر بها بطعم الانتصار ، افتقدت هذا الطعم منذ
مدة ، شعور الراحة ، الحب ، الامان ، غفوت وانا اتلهف
لغد سعيد ، غفوت دون ان افكر بشيء ، غفوت دون قلق
بعد ان تأكدت ان كل شيء امن ، غفوت وانا على انتظار
سماع قيثارتي تعزف الحانها لتخرج صوتا افتقدته ،
غفوت على امل اللقاء باقرب وقت ، غفوت والابتسامة
مرسومة على وجهي ، حتى الصباح كان كل شيء قد
تلاشى ، شعور ان يعود لك القلق باضعاف مضاعفة ، ان
يغمرك الخوف حتى الرأس ، ان تشعر برعشة تسري في
عروقك اضطرابا ، تعيد التفكير هل كان كل شيء حلم ؟ ،
حلم يقظة ، اكانت توهمني انها كانت هنا؟ ، وها انا الى
الان اتمنى لو لم اغفو تلك الليلة ...
وتفيض دموعك في تجاعيد وجهك تاره تمسحها و تارة
تحرق خدك و لن تجد صديقك الذي وعد بملازمة دربك
ولا انيسك الذي اضحك ذات يوم ثغرك تختنق ببطى
وحينها تدرك انك وحيد و الكل ضدك.... لست على ما
يرام اضنني اهلك لست بخير فالقلب ينزف و الروح
بعدك تحترق حتى وان كنت تدرك مقدار ضلمك لن
ارحل فلا فائده ما دام قلبي قد هلك بالامس منك و قد
فتك!..سحقا لك كيف لم ادرك شده قسوتك