الاسم: John Doe.
السن: 21.
المهنة: طالب طب.
لكن وراء هذه الحقائق القليلة، لا شيء واضح. من هو فعلًا؟ هل هو شاهد على الرعب أم صانع له؟ هل يكتب لأنه عاش تلك الأحداث فعلًا، أم لأنه كان أحد أبطالها؟

الغموض ليس جزءًا من شخصيته، بل هويته كلها. هو يرفض أن يملك اسمًا حقيقيًا. يرفض أن ينتمي لمكان بعينه. يرفض أن يراه الناس كما هو. لأنه يعرف أن الكشف عن كل شيء يعني الموت.....في سن الحادية والعشرين، حيث يفترض بالإنسان أن يكون في ريعان شهوته للحياة، يقف John Doe لا كطالب عادي في كلية الطب، بل كظلٍ يمشي بين الأحياء، يتأملهم كما يتأمل الجرّاح جثّة باردة فوق الطاولة. يدرّب أصابعه على تشريح الأجساد في النهار، وفي الليل يُدرّب قلمه على تشريح الأرواح.

من هو John Doe؟
سؤال يلتصق بالقارئ . الاسم ذاته ليس اسمًا، بل قناع. في سجلات الموتى، "John Doe" هو الرجل المجهول الذي يُعثر عليه جثة بلا هوية. لكن هنا، الجثة تكلّمت. كتبت. صارت مؤلفًا يروي أسرارًا لا تُقال إلا عبر الدم والحبر.
منذ طفولته، كان يمشي على هوامش الضوء، لا يذوب تمامًا في البشر ولا ينتمي للغيب. كأن العالم لم يجد له مكانًا، فتركه مُعلّقًا بينهما. انعزل أربع سنوات كاملة، فلم يزره بشر، بل زارته الأشباح: Vampires، Naddaha، الجن... كل ما يتوارى عن الأعين ظهر له وكأنه يرى العالم بنسخة لا يراها الآخرون.

هو الطبيب الذي يدرس كيف يُحافظ على نبض القلب، لكنه الكاتب الذي يصرّ على الاستماع إلى لحظة توقفه أضع الكلمة على الطاولة كما يضع الجرّاح مشرطه: يفتح، يقطع، يُنزف القارئ حتى يشعر أنه هو نفسه الضحية