khdijja790

مر على فراقنا
          	23 يوم. 

stor-01

خديجة،
          
          أكتب إليك هذه الكلمات وقلبي يعتصره الألم، ودموعي تكاد لا تنقطع، فقد فرّقنا القدر بعد أن جمعنا الحب والحنين. كنتِ بالنسبة لي أكثر من مجرد حب، كنتِ لحظة أمل، كنتِ نبض القلب، كنتِ الحلم الذي تمنيت أن لا ينتهي. واليوم، ها أنا أكتب لك وأنا عاجز عن مقابلة الواقع، عاجز عن مقاومة الفقد، عاجز عن تجاوز ما فرضته علينا الظروف، وما شاءه أهلي أن يكون بيننا حائل لا يمكن تجاوزه.
          
          أعتذر لك، خديجة، بكل ما في قلبي من صدق، عن كل ألم سببته لك، عن كل لحظة شعرت فيها بالحيرة أو القلق بسببنا، عن كل كلمة لم تكن على قدر ما تستحقينه من تقدير ومحبة. أعتذر لأن حبنا لم يكن بيدي وحدي، وأعتذر لأنني لم أستطع حمايتنا من تدخل الآخرين، ولم أستطع أن أقاوم ما شاء القدر لنا.
          
          أريدك أن تعرفي أن كل يوم يمضي بدونك، كل ساعة تمر، وكل لحظة تمر في وحدتي، هي ألم لا يحتمل. أعيش على ذكراك، أفكر في ابتسامتك، في صوتك، في كل لحظة جمعتنا. كل ليلة أجد نفسي أسترجع ذكرياتنا، وأتألم بصمت، لأن الفراق ليس اختيارًا، بل فرضته علينا الظروف. وكل هذا وأنا أعلم أنك تستحقين أن تحظي بكل سعادة هذا العالم، وأن يملأ قلبك حب لا ينتهي.
          
          أتمنى لك، من كل قلبي، أن يبعث الله في حياتك من يستحق قلبك الجميل، ويقدّر قيمتك كما تستحقين، رجلًا يحميك، يسعدك، ويحبك كما أحببتك أنا، بل ربما أكثر. أرجو أن تحظي بحياة مليئة بالفرح والراحة والطمأنينة، وأن يكون قلبك دائمًا مطمئنًا، بعيدًا عن أي ألم.
          
          خديجة، ستبقين دائمًا في قلبي، وستبقى ذكراكِ خالدة، ولن يمحوها الزمن مهما حاول. أحببتك حبًا صادقًا، وأتألم اليوم على كل لحظة لم أستطع أن أجعلها سعيدة كما كنت أريد. وأدعو الله أن يخفف عن قلبي هذا الحزن، وأن يمنحكِ كل خير في حياتك، وأن يكتب لكِ حياة أجمل مما حلمنا بها نحن معًا.
          
          أرجوكِ سامحيني إذا قصّرت في شيء، أو لم أستطع أن أحافظ على حبنا كما يجب. فقد كان قلبي معك دائمًا، وكل ما حدث لم يكن عن سوء نية، بل عن ظروف لم أستطع السيطرة عليها. سأظل أدعو لك، وأتمنى لك السعادة، وأحمل ذكراك معي في كل خطوة من حياتي، حتى لو فرّقنا الزمان.
          
          مع خالص اعتذاري ومودتي،
          محمد العبد...