سكون قاتم للانفاس ، مشاعر شجية معذبة للخواطر ، و الم قاسٍ مزهق للارواح
في شوارع سيول الخالية بعد منتصف الليل ، لا تلمح سوى ذلك الشخص
راسه مثقل بهموم الامس ، اقدامه عمياء تتجاذبها سلطة القدر الي حيث لايدري
اسئلة كثيرة تسري في دواخله ، هز كتفيه ليفصح عن عدم مبالاته و لكن العكس
هو متيقن تماما بحقيقة جوارحه إلا انه لا يود التعمق فيها فينتهي به الامر بالغوص بين اشجانها
حينما سيحاول قدر الامكان ان يتفادى الحقائق و الاوجاع التي تعكر صفوة فكره العاشق
و ستعذب روحة المتألمة و المتحجرة وراء قضبان الماضي
عقله خالٍ ، مشاعره راكدة ، و قلبه مرهق
مرهق بشدة
أخيرا شوشت أبصاره بتلك الدموع التي تغزو عينيه ، اختنقت بين جفنيه تصارع عزيمته فكانت نهايته الركوع أمامها و الخضوع لمطلبها و هو السيلان
لقد استغلت لحظة ضعفه و اتخذت من خديه سبيلا لتسيل عليه و تتدحرج ببطء إلى أن توطنت أسفل ذقنه
على من يكذب ؟ لقد اكتفى حقا ، اكتفى من كل شيء
اكتفى من تحمل الوجع، اكتفى من تحمل الألم ، اكتفى من تنكيل مشاعر بهيتة على ملامح وجهه المكتئبة
و الموجع أكثر هو أنه اكتفى من تحمل العبء المنهك الذي تربع على كتفيه مذ أن كان صغيرا
عيونه فائضة بالدموع ، قلبه واهن و محطم ، و عقله مغرم بتذكيره بالآلام و المآسي
ابتلع تلك الغصة التي خنقت حلقه باغتمام بالغ و حرقة فظيعة
ثم قبض على أيسر صدره بفخر و أسر لنفسه بلذة
" فخور بك حقا ، فقد تعرضت للطعن ، الخيانة ، الجرح، الوحشة ، اللذعة ، و لكن بطريقة ما لا زلت تنبض !!!"
https://my.w.tt/MJAi3lF4T3
• ɱ.ơ.ƭ ➼ ⓗⓔⓛⓟ'ⓢ ⓞⓕⓕⓘⓒⓔ