kish_malik
كان جالسًا على الطاولة، والدموع تنهمر على قطع الشطرنج:
> "يا طبيبي… لا يمكن أن يُقتل هذا البيدق بهذه الوحشية… لقد دُمّر إلى قطع صغيرة. لم يكن يطلب شيئًا، يا طبيبي… لا شيء."
قال الطبيب:
"الحياة ليست عادلة يا ولدي."
سأله الولد:
"يا طبيبي… لو كنت قطعة شطرنج، ماذا كنت ستختار؟"
أجاب الطبيب:
"سأختار أن أفعل شيئًا… سأكون ملكًا أو ملكة. وماذا عنك؟"
قال الولد:
"لو كنت بيدقًا، لن أنجو من هول المعركة… لكن ثمن ذلك هو اختياري لما سأكون بعد النهاية. أما لو كنت ملكًا أو ملكة، بكل بيدق مفقود سأفقد أمالي وأحلامي. يا طبيبي… لن أختار شيئًا. سأختار أن لا أكون."
فجأة، دخلت زوجته الغرفة. كل شيء كان فوضويًا، قطع الشطرنج متناثرة في كل مكان.
قالت:
"عزيزي… هل أنت ثمل؟"
أجاب مبتسمًا:
"إنه تأثير الدموع، يا عزيزتي."
سألته:
"مع من كنت تتكلم؟"
قال:
"مع صديقي… على الهاتف."
نظرت بدهشة:
"غريب… هاتفك في يدي، جئت لأحضره لك."
هز رأسه قائلاً:
"في هذه الغرفة… لا شيء منطقي، يا عزيزتي."
ردت باستغراب:
"لا أعلم عم تتكلم… لكنك دائمًا على حق. أنا جاهزة للموعد."
ابتسم وقال:
"حسنًا… سأوافيك خلال دقائق."
خرج من الغرفة، ليس كما كان الرجل الذي كان في الغرفة.
جلست الزوجة، فقال لها وهو يقدم كوب القهوة:
"حبيبي… ماذا ستطلب؟"
قالت:
"لا يهم… كل ما يهمني هو رفقتك. ماذا عنك؟"
أجاب مبتسمًا:
"سأطلب قهوة مثلجة."
قالت:
"الجو بارد… ستمرض."
أغلق عينيه للحظة وقال:
"عيناك تكفي لتدفئة المدينة بأكملها، يا عزيزتي."