suha_so
ما هو رأيك ارجو أن ينال إعجابك
على شاطئ البحر الأزرق،
جلست فوق فرشة صغيرة تفصلها عن الرمال الدافئة.
كانت تتأمل الأمواج التي تتلاطم بخفة وجمال،
ونسمات الهواء الباردة تعبث بخصلات شعرها الأشقر،
بينما عيناها الزرقاوان—اللتان تشبهان البحر أمامها—تتوهان في الأفق البعيد.
كانت ترتدي فستانًا أزرق طويلًا ذو أكمامٍ منسدلة،
وفوق شفتيها ارتسمت ابتسامة دافئة، هادئة، كأنها جزء من البحر نفسه.
وحين وضعت يدٌ دافئة على كتفها،
واتخذ شخص مكانه إلى جانبها،
اتّسعت ابتسامتها أكثر.
التفتت إليه قائلة:
«عزيزي… تأخرت كثيرًا.»
ابتسم بخجل وقال:
«آسف… كانت هناك زحمة في الطريق.»
غرقا بعدها في صمتٍ جميل،
صمت يشبه نسيم البحر حين يُداعب الروح.
نظر إليها وقال:
«عيناكِ جميلة… كسماء صافية بلا غيمة تعكر صفوها.»
ضحكت بخفوت وأجابت:
«وأنت أيضًا… عيناك تشبه السماء الحمراء عند الغروب.»
عبس قليلًا قبل أن يقول:
«عزيزتي… نحن هنا لنتحدث عن ترتيبات زفافنا لا لتتغزلي بي.»
رفعت حاجبها بمكر وقالت:
«وأنت من بدأ بالتغزل بي.»
سكتت لحظة، ثم سألت بصوت منخفض:
«ماذا لو… متّ؟ ماذا ستفعل؟»
اقترب منها أكثر وقال بنبرة مطمئنة:
«لا تتحدثي وكأنك سترحلين الآن.»
نظرت إلى البحر ثم همست:
«لكن… حقًا. ماذا لو مت قبل أن يتم زفافنا؟»
ابتسم بثقة وقال:
«لن يحصل هذا… وإن حصل، فلن أتزوج غيرك، ولن أحب غيرك.»
ابتسمت، لكن ابتسامتها كانت ضعيفة…
التعب ظهر على ملامح وجهها بشكل واضح.
قالت بصوت متقطع:
«أنت تعرف… أني مهددة بالموت في أي لحظة… بسبب مرضي.»
وقبل أن يكمل كلامه،
مال رأسها ببطء… واستقر في حضنه.
ومن بين أنفاسها الأخيرة،
همست بصوت خافت، يكاد لا يُسمع:
«أحبك… لكني لم أعد أستطيع البقاء أكثر…»
ثم أسلمت روحها بين ذراعيه،
وتركت البحر يشهد آخر لحظاتها.