عندما افتتحت هذا الحساب منذ أعوامٍ عديدة، طلب مني كتابة نبذة عني، وكأي كاتب قررت بأن أكتب شيئًا رومنتيكيًا، شيئًا لا يمثلني فكتبت: "هنا حيث العالم هادئ". يظن بعض الكتّاب بأن كتابة ما يتمنونه ستجعله حقيقةً، ولكن كلما قرأت ما كتبته كانت الأحرف تصرخ في وجهي: كاذبة! كاذبة! فالعالم ليس هادئًا، وإن كنت سأصفه بشيءٍ ما فسيكون أبعد ما يكون عن الهدوء. إن العالم عشوائيٌ بشكلٍ صارخ، ملحمة من اللامنطقية تسرح فيها مشاعر البشر وأفكارهم. مزيجٌ معقد من الوجوه والأحاديث، وحتى عندما يختلي المرء بنفسه فإن الأصوات في عقله لا تخرس. هل هذا يعني بأن أصل الحياة وجوهرها هو الصخب؟ هذا ما بت أؤمن به. لكن كل هذا الصخب والعشوائية ليس أمرًا خانقًا، بل أجد بأنه ما يمنح الحياة جمالها ويجعلها جديرة بالعيش. ولأن الحياة تحفل باللامنطقية، فإن الإنسان عندما يتقبل حقيقيتها فإنه سيصل إلى الهدوء والسكينة، لا بمعناهما اليومي بل هو كشعور من ينظر إلى صورة ملطخة بالألوان فيجد فيها كل ما يريد، يجد فيها السلام.