أذكر الماضي، حين حملت في ذراعي نجمة صغيرة ومضيئة، أخذتها مني ومنحتني شهابا!
سرعان ما انطفأ، أخبرتني أنه هدية، أحببته...كان ملونا بإشراق في الوهلة الأولى...
ظننته سيدوم ويبقى، أنت أخبرتني أنه سيفعل، أخبرتني أنه سيضيء لوقت طويل ولكنك كذبت.
وبعدما أظلم وصارت حلكتي غامقة، ظننت أن الوقت حان.
أظنه دوري حان لآخذ منك ما في يدك، وأعطيك غيره لأن لكل شيء مقابل!
سآخذ ربيعك اليانع الذي تغتر به من بين يديك وأضع محله هديتي.
سأهديك خريفا أصفرا يابسا يقتل كل الحياة في مروجك ويصبغها بلون الشمس، يقتل كل زهورك وبهجتك ويحيي فيك ألف ندم وألف وجع.
ولولا أن أطفأت في نفسي الكثير وقتلت الكثير ما كنت لأنوي مساسك بسوء وضرر، ما كنت لأجرؤ وأصيبك بألم.
أنا التي تحبك، أنا التي لديها الكثير من الحجج لأضحد تهمتي وأبرء نفسي براءة لا تشوبها شائبة وليس فيها شك إن تم تحميلي مسؤولية دماءك إن سالت!
يمكنني أن أتعذر بأني أردت جعلك بائسا ليحبك العالم، هو في النهاية يحب البؤساء، لكن كلانا يعرف أنه لن يحبك حقا، لن يحبك يوما، لأنه لا يحب الكاذبين بالرغم من أنه الكاذب الأكبر!
ويمكنك أن تطمئن فالحياة بالرغم من ذنوبك لن تقسو عليك كما قست علي، لن تبرد روحك كما فعلت روحي بعدما أظلمت!
ما زلت تمتلك الشمس، تغاضى عن نسمات أيلول الباردة ورياح الليل الذابلة والصباحات الخجولة، ما زال هناك دفء وما زال لديك نور لم أفرط بإنتزاعه منك!
فقط لأنني أحبك، أهديتك خريفا معتدلا، يسقط كل أزراقه المصفرة على صدرك...