m__iz99

شطرٌ من تجربة كتابة المذكرات، نصحني بها امرؤ تضيق عيناه عند السرور، أُميز ه بـ"الله" الشاهقة شهقةً مستكينة لا يسمعها إلا الشعراءُ والكُتّاب، أمثالي.
          	
          	
          	١١:١١ صباحًا، الجمعة
          	فيما مضى في الحادي عشر من رمضان لـ ١٤٤٥ سنة مضت منذ هجرة الرسول (ص)، وخلال الواحد وعشرين من مارس لـ ٢٠٢٤ خلت لولادة المسيح كما يزعمون، صنعت الشعور.
          	كيف يفسر المرء حيويته بعد جلوس طويل تقلقلت فيها عظامه، وطرقت الآلام -باختلاف علاتها- رأسه؟ أشعور حقيقي ذاك الذي طردها لبعض حين؟ وإن لم يكن، أمصنوع هو أم مصطنع؟ أأدري؟ غير أن الأمر لحظتئذ لم يعنني في شيء، بل انشغلت عوضا عن ذاك في التنقل كأني رأيت أخيرا بوضوح، وكأن الصوت غريب أقبل يعرف عن نفسه بعد أن استفحل في أروقة القلب الغياب. وماذا بعد؟ أخاف أن أنسى ولم أكتب لحظة تنزل المشاعر وبقاء أكثر المشاهد. ماذا بعد سوى تشبيه ذاك بلمس سطح أملس أرى ما بداخله لوحدي؟ ذاك لأن الداخل والسطح أنا.
          	وإذن، أستطيع الآن النظر إلى الجميع -بلا استثناء- نظرة متسامحة لا تطرف فيها، وأن أذكر القامات و (بطاطس عمان) وصحون الأرز المتتابعة والدعوة إلى تناول العشاء دون القلق بأي شيء بوصفها طرفة أو دعابة لطيفة، يبتسم المرء لها بامتنان طفيف؛ ذلك لأنه استطاع أن يشعر بها، أو يستشعرها. والفرق لا أحد سواي هنا يعرفه؛ الفرق بين الشعور والاستشعار.. ذاك أن المرء يستقبل حينًا ويصنع حينًا آخر، وكلاهما فيه نسبة من حقيقة.
          	على كل، ساهمت في وضع (المقشد) بيدي، وقد ترك فيها أثرا طفيفا كلطخة حناء ما لبثت حتى زالت، ورأيت بوضوح، ولبست الأسود لكأني كنت أراني يفيض مني نور خافت، لا أدري من استشعره. حادثت الآخرين عني وعن أنفسهم، وعن الكتب، ولمستُ حزنًا يستتر تحت مرض، وابتسمت كثيرًا كما أحسب. ساعدت هذه المرة بكل رضى وقناعة و… تلك اللفظة التي تفيد بأنني كنت منسجمة مع الأمر لا أقل ولا أكثر، كأنه أكثر شيء طبيعي في العالم، وقد كان. هذا هو الفرق بين الأمكنة المزيفة، تلك التي تنبذك، والأمكنة التي تفتح لك صدرها بابتسامة بعد غياب تعده -أنت وهي- طويلا. ولذا:
          	شر البلاد مكان لا صديق به
          	وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
          	
          	١١:٢٨ صباحًا بعد تأريخ النص بيوم.
          	كتب ما كتب عن مساء يوم الخميس.

m__iz99

أناكفني وأتحايل عليّ بهذا الغموض والتكتم؛ لأتذكرني إن انهارت أجزاء من ذاكرتي بنكرانٍ ذاتيّ، أو دفع بها دماغي إلى غياهب الإغفال، ولأنني أستأثر بكامل أحداثها لي عند تذكرها. أريد أن تعيش الكلمات وتحيا مناسبتها وإن اختلفت الأماكن والشخوص، تمامًا كما فعل المتنبي.
          	  أريد من زمني ذا أن يبلغني
          	  ما ليس يبلغه من نفسه الزمنُ
Reply

m__iz99

شطرٌ من تجربة كتابة المذكرات، نصحني بها امرؤ تضيق عيناه عند السرور، أُميز ه بـ"الله" الشاهقة شهقةً مستكينة لا يسمعها إلا الشعراءُ والكُتّاب، أمثالي.
          
          
          ١١:١١ صباحًا، الجمعة
          فيما مضى في الحادي عشر من رمضان لـ ١٤٤٥ سنة مضت منذ هجرة الرسول (ص)، وخلال الواحد وعشرين من مارس لـ ٢٠٢٤ خلت لولادة المسيح كما يزعمون، صنعت الشعور.
          كيف يفسر المرء حيويته بعد جلوس طويل تقلقلت فيها عظامه، وطرقت الآلام -باختلاف علاتها- رأسه؟ أشعور حقيقي ذاك الذي طردها لبعض حين؟ وإن لم يكن، أمصنوع هو أم مصطنع؟ أأدري؟ غير أن الأمر لحظتئذ لم يعنني في شيء، بل انشغلت عوضا عن ذاك في التنقل كأني رأيت أخيرا بوضوح، وكأن الصوت غريب أقبل يعرف عن نفسه بعد أن استفحل في أروقة القلب الغياب. وماذا بعد؟ أخاف أن أنسى ولم أكتب لحظة تنزل المشاعر وبقاء أكثر المشاهد. ماذا بعد سوى تشبيه ذاك بلمس سطح أملس أرى ما بداخله لوحدي؟ ذاك لأن الداخل والسطح أنا.
          وإذن، أستطيع الآن النظر إلى الجميع -بلا استثناء- نظرة متسامحة لا تطرف فيها، وأن أذكر القامات و (بطاطس عمان) وصحون الأرز المتتابعة والدعوة إلى تناول العشاء دون القلق بأي شيء بوصفها طرفة أو دعابة لطيفة، يبتسم المرء لها بامتنان طفيف؛ ذلك لأنه استطاع أن يشعر بها، أو يستشعرها. والفرق لا أحد سواي هنا يعرفه؛ الفرق بين الشعور والاستشعار.. ذاك أن المرء يستقبل حينًا ويصنع حينًا آخر، وكلاهما فيه نسبة من حقيقة.
          على كل، ساهمت في وضع (المقشد) بيدي، وقد ترك فيها أثرا طفيفا كلطخة حناء ما لبثت حتى زالت، ورأيت بوضوح، ولبست الأسود لكأني كنت أراني يفيض مني نور خافت، لا أدري من استشعره. حادثت الآخرين عني وعن أنفسهم، وعن الكتب، ولمستُ حزنًا يستتر تحت مرض، وابتسمت كثيرًا كما أحسب. ساعدت هذه المرة بكل رضى وقناعة و… تلك اللفظة التي تفيد بأنني كنت منسجمة مع الأمر لا أقل ولا أكثر، كأنه أكثر شيء طبيعي في العالم، وقد كان. هذا هو الفرق بين الأمكنة المزيفة، تلك التي تنبذك، والأمكنة التي تفتح لك صدرها بابتسامة بعد غياب تعده -أنت وهي- طويلا. ولذا:
          شر البلاد مكان لا صديق به
          وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
          
          ١١:٢٨ صباحًا بعد تأريخ النص بيوم.
          كتب ما كتب عن مساء يوم الخميس.

m__iz99

أناكفني وأتحايل عليّ بهذا الغموض والتكتم؛ لأتذكرني إن انهارت أجزاء من ذاكرتي بنكرانٍ ذاتيّ، أو دفع بها دماغي إلى غياهب الإغفال، ولأنني أستأثر بكامل أحداثها لي عند تذكرها. أريد أن تعيش الكلمات وتحيا مناسبتها وإن اختلفت الأماكن والشخوص، تمامًا كما فعل المتنبي.
            أريد من زمني ذا أن يبلغني
            ما ليس يبلغه من نفسه الزمنُ
Reply