mary3_2
في لحظات شروق الشمس الاولى ، وفي بُستانٍ كان واحةً من الهدوء والجمال، كانت رياحه تتهادى بخفةٍ بين الأغصان، وتعبث بأوراق الأشجار كما لو كانت تهمس لها بأسرار الصباح. كان نَفَسُها عليلًا، يحملُ رائحة الزهور الندية وعبق التراب المبتلّ بندى الفجر. أحيانًا تشتدّ قليلًا، فتلعب بخصلات الشعر المتدلية على الجبين، وأحيانًا تهدأ، كأنها تستمع إلى حديثٍ لا تُريد أن تُقاطعه.
وبين أنفاس الريح وهمسات الطبيعة، كان المشهد يبدو كأن الزمان نفسه توقّف ليصغي إلى حكايةٍ صغيرة تُروى بين قلبين في بستانٍ لا يُعرف له نهاية.
في بقعةٍ من البُستان وتحتِ ظل شجرةِ مشمشٍ عتيقةٍ يجلس صاحب العشر سنوات مُتربعًا على العشب مستندًا بضهرهِ الى جِذع الشجرة و يُقابله في مجلسه طفلاً قصير القامة لا يبدو عليهِ بلوغ السبع سنوات
كان صاحب السبع سنوات يعبث بأطراف العشب بين أصابعه، بينما الرياح تمرّ على وجنتيه فتزيد وجهه رقّةً كأنها تواسيه بلطفها.